إعداد: مصطفى الزعبي
منذ خمسينيات القرن الماضي، سلك العلماء العديد من الطرق لمنح أجهزة الكمبيوتر الإدراك البشري والذكاء المعرفي، لكن دون نجاح يُذكر. وفي السنوات الأخيرة، حقق التعلم العميق القائم على البيانات الضخمة تقدماً هائلاً، ولا يقوم منطقه الأساسي على محاكاة عمل الدماغ البشري، بل على النمذجة الإحصائية القائمة على البيانات وفقاً لما نشرته صحيفة الشعب الصينية.
وهو ما آثار سؤالاً تسبب بقلق الكثيرين حول العالم، وهو هل سيحلّ الذكاء الاصطناعي محل البشر في المستقبل؟
يقول العلماء الصينيون:«الافتقار إلى الفهم الصحيح للذكاء الاصطناعي هو السبب وراء هذا القلق إلى حد كبير ويجب توضيح ما هو الذكاء الاصطناعي».
وأوضحوا أنه بدلاً من القول إن الذكاء الاصطناعي اليوم «يفكر مثل الإنسان»، يجب القول إنه «آلة تتقن التعلم».
الذكاء الاصطناعي أشبه بـ«مجموعة أدوات» محسنة وحزمة توسعية للقدرات الشخصية، لا حاجة لإضفاء طابع إنساني على الذكاء الاصطناعي.
وقال الباحثون الصينيون:«ربما نرى أن سائقي، ومساعدي التدريس، والأطباء بالذكاء الاصطناعي يتولون مناصبهم تدريجياً. يمكن لنموذج الاستدلال الكبير الإجابة على أي سؤال يتم طرحه، ويمكن للكلب الروبوتي «الحمال» المشي بسرعة، ويمكن لروبوت التفتيش«الذهاب إلى السماء وإلى الأرض»، وهو مستقر عاطفياً ولا يخاف من التعب، ولا يمكن لـ«الإنسان» أن يضاهيها.
وفي بعض المناطق، لن يحدث ذلك. الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، وإدراك الإنسان وحكمه لا تُعوض. وفي الوقت نفسه، يرافق انخفاض الوظائف القديمة ظهور نماذج أعمال جديدة ووظائف جديدة.
تاريخياً، حلّت السيارات محل العربات التي تجرها الخيول، وحلّت الطباعة محل النسخ، وفقد بعض الناس وظائفهم على المدى القصير، ولكن على المدى البعيد، كان عدد الوظائف الجديدة عشرات الملايين أضعاف العدد الأصلي.
ما الفرص التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي؟
يقول الباحثون:« الجواب موجود في تقرير عمل الحكومة: مواصلة تعزيز عمل الذكاء الاصطناعي، والجمع بشكل أفضل بين التكنولوجيا الرقمية ومزايا التصنيع والسوق، ودعم التطبيق الواسع النطاق للنماذج الكبيرة، والتطوير القوي لجيل جديد من المحطات الذكية ومعدات التصنيع الذكية، مثل المركبات الذكية ذات الطاقة الجديدة المتصلة بالشبكة، والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ذات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات الذكية.
يدعم الذكاء الاصطناعي آلاف الصناعات وهو يتحرك ويعمل بالفعل. وإن استخدام التكنولوجيا لتحقيق الخير يعني في الأساس خلق المزيد من الفرص للجميع».