نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زايد .. أيادٍ بيضاء ومآثر خالدة - نبأ العرب, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 11:47 مساءً
واحد وعشرون عاماً، مرّت على مصابنا الجلل الذي تفطّرت له قلوبنا.. رحيل الوالد والقائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
كان يشعر كل من يعيش على هذه الأرض الطيّبة المعطاء، أن الشيخ زايد، رحمه الله، والد له، وأنهم أسرة واحدة، تظللها الإنسانية بكل قيمها ومعانيها، من عطاء ووفاء وحبّ وتعاون، رحل عنّا في مثل هذا اليوم، بجسده.. أمّا روحه وأفكاره ورؤاه، فلا تزال نشهدها بكل التفاصيل.
لقد كان الراحل يتابع أبناءه في أماكنهم، على اختلاف مضامينها ويتفقد أحوالهم، ويسدي النّصائح أو يقدّم المساعدة إلى من يحتاج إليها.. فغدت الصحاري، واحات غنّاء، وكثبان الرّمال جنّاتٍ ترفل بالحياة والبهجة والجمال.
رحل زايد، وترك أسى عميقاً، لكن ما خفّف من هذا الأسى، أنّه زرع في نفوس أبنائه تلك المزايا والقيم، فكانوا خير خلفٍ لخير سلفٍ، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وكان فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، العضد والسند، لكن القدر كان له حكمه، فغادرنا قبل ثلاثة أعوام.
ومآثر الشيخ زايد، تناقلتها الأجيال، ليكون قدوة لهم في حياتهم ولتستمر مسيرته.. لأن مآثره وعطاءاته، نرويها الآن لأبنائنا لينهلوا من فكره ويقتدوا بعمله حتى لو لم يعاصروه. فقد غرس في نفوسنا نهج الخير والعطاء، وعبرت دولة الإمارات بفضل حكمته وفطنته إلى خارج حدود المنطقة، لتكون منارة للتراحم والتسامح والعطاء، وواحدة من أبرز الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي في العالم.
المغفور له، الشيخ زايد، أرسى نهجاً مستداماً للعطاء والعمل الخيري، شمل قارات العالم كافة، لذلك أضحى «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي أعلن عام 2018 موعداً سنوياً يتجدَّد فيه الاحتفاء بسيرة زايد الخير، زايد العطاء، زايد الإنسان، وأصبح هذا اليوم محطة تاريخية مهمة نستذكر فيها قدوة الإنسانية وباني نهضة العمل الخيري بسيرته الطيبة من البذل والإخلاص في خدمة قضايا الإنسانية.
يوم زايد للعمل الإنساني، كان زرعاً للإنسانية والتسامح والعطاء في كل أرجاء الكون، فما أن يُذكر اسمه في كثير من البلدان، حتّى ترتفع الأكفّ، وتلهج الألسن بالدّعاء، بأن يكلأه المولى عزّ وجلّ بواسع رحمته، ويديم على هذه الأرض المعطاء قادتها العظماء، لتبقى راية الخير التي رفعها زايد خفّاقة في كل سماء.
أما ما يخص الآخرين من العرب أو دول العالم، فكان خبر رحيله محزناً بلا شكّ، لأن خير الوالد زايد، وعطاءاته شملت البشرية من أقصاها إلى أدناها.. وتعبيراً عن قيمة زايد في القلوب، وعن معنى العمل الإنساني في النفوس، وعن محبة هذا الشهر المبارك في الوجدان، كان هذا اليوم الإنساني.. حيث رحل من كان نعم الأب والقائد، وترك الأثر الطيب في القلوب.
دولتنا التي لا تتوانى عن مساعدة كل مكلوم مكروب، كانت وستبقى أول من يمدّ يد الخير والمساعدة لكل محتاج، وها هي إحصاءاتنا الرسمية تؤكد أن إجمالي ما قدمته الإمارات من عطايا منذ تأسيسها في عام 1971، وحتى اليوم أكثر من 100 مليار دولار، شملت كل مناحي الحياة الإنسانية والعمرانية والتعليمية والصحية، وغيرها من المجالات التي يحتاج إليها كل بشر.
رحم الله القائد زايد.. القيادي الأكثر إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته. ورمز الوطنية وحبّ النّاس، حيث إنه بصبره وحكمته نرفل اليوم بنعيم اتحاد دولة الإمارات، التي باتت قبلة العالم أجمع بإنسانيتها، وتفوقها، وتقدمها.
والدنا زايد.. في القلب سوف تبقى للأبد يا أعزّ حاكم، غفر الله لك وجعل قبرك روضاً من رياض الجنان في روح وريحان.
أخبار متعلقة :