نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الغبقة» الرمضانية.. ألفة وتقاليد متوارثة - نبأ العرب, اليوم السبت 22 مارس 2025 10:21 مساءً
الشارقة - هدى النقبي
شهر رمضان المبارك، فرصة ذهبية لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، ومن أبرز التقاليد التي تميز هذا الشهر الكريم «الغبقة» الرمضانية، وهي تجمع يبدأ بعد صلاة التراويح يضم الأهل والأصدقاء في منزل أحدهم أو في مكان مخصص لذلك، للاستمتاع بالأطعمة والمشروبات الرمضانية وتبادل الحديث في جو من الألفة والمحبة.
و«الغبقة» تقليد اجتماعي يسهم في تجسيد روح التضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، وتجمع الأهل والأصدقاء في جو من الألفة والروحانية، وتتسم هذه الجلسات بأجواء خاصة تتميز بالتفاهم والود، كما يلعب تبادل الهدايا وطريقة اللبس والزينة المنزلية دوراً كبيراً في إضفاء لمسة من الفرح والبهجة.
وتمثل «الغبقات» التي تتم بين أفراد الأسرة، فرصة لتعميق الروابط العائلية، فالأم والأب يحرصان على دعوة الأبناء والأحفاد، ليتبادلوا الأحاديث، ويستعيدوا الذكريات الجميلة، مما يعزز مشاعر الحب والتقارب بينهم. ويمكن أن تكون «الغبقة» أيضاً فرصة لتعليم الأبناء بعض القيم الدينية والاجتماعية التي تعزز التكاتف والترابط العائلي.
أوضحت عائشة الحوسني، أم لخمسة أطفال، أن الجلوس مع العائلة في بيت الأب بعد صلاة التراويح يحقق سعادة لا توصف، قالت: «أحرص على الذهاب مع أطفالي إلى منزل والدي بعد صلاة التراويح والجلوس معهم ونتشارك الأحاديث، لأن هذه التجمعات تزيد الروابط والمحبة.
وأضافت سمية راشد «لمة الأهل والأصدقاء والجيران، تزيد من بهجة رمضان، ونتجمع كل عام كالعادة مع الأهل في المنزل، يبدأ المجلس بتبادل الأحاديث الودية ثم نتناول الأطباق الشهية الرمضانية، كما يمكن أن نتبادل الهدايا الرمضانية مع أفراد الأسرة في جلسات الغبقات التي تستمر الى ما بعد منتصف الليل.
ويتميز شهر رمضان بأجواء خاصة إذ تحرص النساء على ارتداء الملابس التقليدية الجميلة التي تليق بأجواء الشهر الفضيل، فيرتدين الجلابيات أو الثوب التقليدي أو العباءات. وتلعب الزينة المنزلية دوراً كبيراً في الاستمتاع بالأجواء الرمضانية المميزة، فيتزين المنزل بالفوانيس الملونة، والمصابيح التي تضفي على المكان جواً من الدفء والراحة.
استرجاع الذكريات
«الغبقة» الرمضانية التي تجمع الأصدقاء تعد مناسبة لتقوية العلاقات الشخصية واسترجاع الذكريات المشتركة، ففي هذه الجلسات، يتبادلون القصص، ويستمتعون بالأجواء الرمضانية الخاصة التي تجمعهم، ولا تقتصر الغبقات على الجلسات المنزلية، بل قد يتم تنظيمها أيضاً عبر الإنترنت بسبب تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في تنظيم وتنسيقات لهذه الجلسات، كما أن البعض يصمم الدعوات الإلكترونية، مما يتيح للأصدقاء التجمع وتبادل لحظات مميزة.
وتحرص سارة الكعبي، على الالتقاء بصديقاتها منذ أيام الجامعة في شهر رمضان المبارك، وقالت «أصبحت الغبقة عادة سنوية تجمعنا مجدداً، كل واحدة منا تحضر طبقاً مميزاً ونجلس وتبادل الذكريات والضحك بعيداً عن ضغوط الحياة.
وتفضل دانة يوسف إقامة «الغبقة» في المنزل، وأوضحت «أحب أن يكون كل شي مميزاً، الديكور والطعام الشهي مثل الثريد والهريس والعرسية والكنافة التي أختارها بعناية، والمشروبات وبينها الشاي والقهوة والجلاب والتمر الهندي، وتضيف بعض الصديقات أجواء من المرح عبر المسابقات وتوزيع الهدايا».
وكشفت ريم مسعود أن تنظيم «الغبقة» يتطلب التنسيق المسبق لها بأيام، إذ أشرف بنفسي على شراء الزينة والمفارش والديكور الذي يكون بطابع تراثي والفوانيس بأحجامها المختلفة وتجهيز الملابس المناسبة، إذ نجهز قائمة الأطباق اللذيذة التي تحظى بشعبية في رمضان وتضم الحلويات بأنواعها المختلفة.
0 تعليق