إف-47.. مقاتلة الجيل السادس الأمريكية تشعل صراع الهيمنة الجوية - نبأ العرب

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إف-47.. مقاتلة الجيل السادس الأمريكية تشعل صراع الهيمنة الجوية - نبأ العرب, اليوم الجمعة 21 مارس 2025 10:46 مساءً

إعداد ـ محمد كمال
في مسعى من إدارة الرئيس الأمريكي الـ 47 دونالد ترامب لتفعيل البرنامج المثير للجدل والمعروف باسم برنامج «الجيل التالي للهيمنة الجوية»، واختصاراً NGAD، أعلن منح شركة بوينغ عقد تصنيع الطائرة المقاتلة الأكثر تطوراً، والتي أُطلق عليها إف-47، ومن المتوقع أن تصبح أغلى طائرة مقاتلة في التاريخ، في ظل المنافسة المحمومة مع الصين لحسم الهيمنة الجوية.
الإعلان الأمريكي الجديد، يراه الخبراء العسكريون انتقالاً حقيقياً إلى مرحلة حرب النجوم المستقبلية، بالنظر إلى ما تتمتع به المقاتلة الجديدة من إمكانات مذهلة سواء من حيث التحليق أو التخفي والاختراق وكذلك القدرة الدقيقة على ضرب أهداف من مسافات بعيدة جداً.
ـ أسرار وقدرات المقاتلة ـ
ورغم السرية الشديدة حول قدرات المقاتلة الأمريكية الجديدة، فإن ما تم الكشف عنه من معلومات يشير إلى أنها ستكون مصممة لدخول القتال جنباً إلى جنب مع الطائرات المسيرة، حيث سيكون لديها القدرة على حملها، كما يرجح أن تتضمن قدرات أعلى بكثير من التخفي عن أجهزة الرصد، والتمتع بقدرات مذهلة في الاستشعار، إضافة إلى محركات متطورة، كما سيعمل برنامج الجيل التالي للهيمنة الجوية على استبدال المقاتلة الجديدة إف ـ 47 بطائرة إف-22 رابتور التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.
ولم يُعلن سوى القليل من التفاصيل حول شكل مقاتلة إف - 47 الجديدة على الرغم من أن ترامب قال إن النسخ المبكرة منها كانت تُجري رحلات تجريبية على مدار السنوات الخمس الماضية، وقد أبرزت تصاميم كل من شركتي لوكهيد مارتن وبوينغ طائرة مسطحة بدون ذيل وذات مقدمة حادة.
يقول رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال ديفيد ألفين إنه «بالمقارنة مع طائرة إف-22، فإن طائرة إف-47 ستكون أقل كلفة وأكثر قدرة على التكيف مع التهديدات المستقبلية، وسيكون لدى الجيش الأمريكي المزيد من طائرات إف-47».
ومن المرجح نشر هذه الطائرات الموجهة في ثلاثينات القرن الحالي، وستقاتل جنباً إلى جنب مع طائرات بدون طيار شبه مستقلة، حيث يسعى البنتاغون إلى اكتساب ميزة تكنولوجية على خصوم الولايات المتحدة.
الطائرة المأهولة الجديدة من المتوقع أن تكون قائد لأسطول من الطائرات المسيرة المستقبلية المصممة لاختراق الدفاعات الجوية لأي خصوم محتملين بما في ذلك الصين، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الصفقة الجديدة ترسل رسالة بأن الولايات المتحدة لن تبتعد وهي موجودة بالفعل.
ـ الصراع مع الصين ـ
يأتي التوجه لتصنيع هذه المقاتلة الأولى من الجيل السادس، في إطار السباق مع الصين أقرب منافسي الولايات المتحدة في مجال الهيمنة الجوية، والتي لن تظل صامته، وربما تكشف عن مشروع لا يقل من حيث الإمكانات عن المقاتلة الأمريكية المنتظرة.
الصين كشفت في نهاية العام الماضي عن ثلاث طائرات جديدة، بما في ذلك مقاتلة وطائرة إنذار مبكر وتحكم محمولة جواً مزودة بقبة رادار مميزة، وحذر البنتاغون في تقريره السنوي عن «القوة الصينية» من أن بكين تعزز قواتها «بتسليم طائرات محلية الصنع ومجموعة واسعة من الطائرات المسيرة. كما يتطلب المجهود الحربي الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كميات هائلة من القوة الجوية سواء المسيرة أو المأهولة.
وبحثت مراجعة أجرتها مراكز الأبحاث والأوساط الأكاديمية الأمريكية في شكل الصراع مع الصين في ظل وجود الطائرة الجديدة، ثم بدونه، وخلصت إلى أنها مازالت ضرورية، حيث كشف محللون أنها ستوفر مستوى مختلفًا تمامًا من احتمال الرصد، كما سيكون لها مدى أطول بكثير من طائرة F-35 أو غيرها من الطائرات المقاتلة الحالية، ما يعني أنها قد تحتاج إلى إعادة تزويد بالوقود.
يشير خبراء في الشؤون العسكرية إلى أنه من المخطط أيضًا إنتاج الولايات المتحدة لنسخة مستقبلية لهذه المقاتلة بدون طيار، حيث يعمل البنتاغون على تحسين الذكاء الاصطناعي للطائرة.
ـ الكلفة الحقيقية ـ
في حين قال ترامب إنه تم تقديم طلبية لكمية كبيرة، محجماً عن كشف السعر المعروض للصفقة، فقد أوردت تقارير إعلامية أن قيمة عقد تطوير الهندسة والتصنيع تبلغ أكثر من 20 مليار دولار، فاتحاً المجال أمام خيار المبيعات الخارجية، حيث أكد أن حلفاء للولايات المتحدة يرغبون في شرائها.
يتساءل الخبير العسكري الأمريكي دان غراتزير، عمّا إذا كانت «طائرة مقاتلة مأهولة أخرى متطورة هي المنصة المناسبة للمضي قدمًا. وأضاف أن مبلغ 20 مليار دولار مجرد رأس مال تأسيسي. أما التكاليف الإجمالية فستبلغ مئات المليارات من الدولارات.
في العام الماضي، أمر فرانك كيندال، وزير القوات الجوية في إدارة بايدن، بإيقاف برنامج NGAD مؤقتًا لمراجعة ما إذا كانت الطائرة لا تزال مطلوبة، أو ما إذا كان البرنامج، الذي صُمم لأول مرة عام 2018، بحاجة إلى تعديل، ليعكس التطورات القتالية في السنوات القليلة الماضية.
وقدرت حينها كلفة الطائرة الواحدة بنحو 300 مليون دولار، لكن قال معارضون إن التقدير مبالغ فيه، ورجحوا أن يتراوح السعر بين 80 و100 مليون دولار.
كان مستقبل المقاتلة موضع شك بعد أن اختارت إدارة بايدن ترك القرار النهائي بشأن كيفية المضي قدمًا لإدارة ترامب. وقد شن إيلون ماسك، الملياردير وحليف ترامب، حملة علنية ضد الطائرات المأهولة، والتي قال إنها«عتيقة في عصر الطائرات بدون طيار».
القوات الجوية الأمريكية أطلعت ترامب مؤخراً على برنامج تصنيع المقاتلة وطلبت استمراره، وفقًا لمجلة القوات الجوية، وقال رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال ديفيد ألفين، في مقابلة مع موقع«ديفينس ون»: أنا مقتنع من التحليلات بضرورة برنامج NGAD، وأرى الفرق الذي يُحدثه، حيث يأتي إطلاق البرنامج بعد أشهر من إعلان فرانك كيندال، وزير القوات الجوية السابق، عن تأجيله علناً.
سيكون تشغيل الطائرة مكلفًا، إذ قد تصل كلفة المقاتلة الجديدة إلى مئات الملايين من الدولارات لكل منها. تبلغ كلفة مقاتلات لوكهيد مارتن إف-35 الحالية التابعة لسلاح الجو نحو80 مليون دولار.
ـ اختيار بوينغ ـ
يقول أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن اختيار بوينغ، التي واجهت ضغوطًا شديدة من ترامب بسبب تجاوز التكاليف وتأخيرات برنامج طائرة الرئاسة الجديدة، جاء بعد تحليل مستقل أجرته القوات الجوية، وأضاف المسؤول أن عرض بوينغ لا يزال يُمثل«أفضل قيمة إجمالية للحكومة».
ولم يُحدد سلاح الجو الأمريكي عدد الطائرات التي سيتم إنتاجها، ومع ذلك، قال قائد القوات الجوية إنه سيكون هناك عدد أكبر من طائرات إف -47 ، مقارنةً بطائرات إف - 22، وهي الطائرة المقاتلة المتقدمة التي ستحل محلها، ويوجد في الخدمة حالياً نحو 180 مقاتلة من طراز إف - 22.
تفوقت بوينغ على لوكهيد مارتن في الفوز بعقد المقاتلة الجديدة، وتُعدّ هذه الصفقة دفعةً قويةً لأعمال بوينغ الدفاعية، التي تُمثّل نحو ثلث إيرادات الشركة، لكنها تكبّدت خسائر بمليارات الدولارات على مدى السنوات القليلة الماضية، عندما صرّحت بأنها عالقة في عقود دفاعية خاسرة. وشهدت العديد من عقودها الدفاعية والفضائية تجاوزات في التكاليف، وتأخيرات، وغيرها من المشاكل.
كما تعرّضت بوينغ لهزيمة من منافسيها في العديد من المنافسات البارزة لبرامج الحكومة الأمريكية. وقد تعهّد الرئيس التنفيذي كيلي أورتبرغ، الذي تولّى منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني، بإصلاح مساعي بوينغ في تقديم العطاءات للحصول على العقود الحكومية في محاولةٍ لتعويض الخسائر.
أما بالنسبة لشركة لوكهيد مارتن، فتمثل الصفقة ضربةً أخرى، حيث انخفضت أسهمها خلال الأشهر الستة الماضية، وتسعى الشركة المنافسة لبوينغ إلى عقودٍ جديدة لتقليل اعتمادها على برنامج مقاتلات إف-35، الذي عانى التأخيرات وتجاوز التكاليف وتحديات التصميم والبرمجيات.
ـ أزمة طائرة الرئاسة ـ
يمثل عقد الطائرات المقاتلة تصويتًا بالثقة من الإدارة الأمريكية في شركة مُثقلة بسلسلة من الأزمات، حيث انتقد ترامب وإيلون ماسك بوينغ علنًا لتأخيرها في استبدال طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) وتجاوزها التكاليف في مشاريع عسكرية سابقة.
وعبر ترامب مراراً عن غضبه من بوينغ، حيث كان يفترض أن يتم تسليم طائرة «إير فورس وان» الجديدة التي طلبها في بداية ولايته الأولى في ذلك الوقت، لكن حالياً من غير المرجح أن يتم تسليمهما قبل نهاية فترة ولايته الثانية.
وتفاوض ترامب شخصياً على عقد طائرتي بوينغ 747-8 المصممتين خصيصًا في عام 2018، وخلال فترة انقطاع دامت أربع سنوات بين ولايتيه، احتفظ بنموذج لطائرة الرئاسة الجديدة على مكتبه في مارالاغو، وقد كان تأخير تسليمها مُحبطًا له، إذ يعد الرئيس الـ47 للولايات المتحدة من هواة ركوب الطائرات، وكثيراً ما قال إن طائرته الخاصة أفضل كثيراً من طائرة الرئاسة الحالية، والتي يبلغ عمرها 35 عامًا، واستخدمها قبله الرؤساء أوباما وجورج دبليو بوش وكلينتون وجورج بوش الأب.
وبالنسبة لشركة بوينغ، تبيّن أن عقد تصنيع الطائرة الرئاسية الجديدة، كارثة اقتصادية وأثر سلبًا في سمعتها، حيث تتجاوز كلفة الطائرة قيمة العقد بكثير بأسعار الوقت الراهن، وفي 18 ديسمبر الماضي أرسل ترامب حليفه ماسك إلى مسؤولي بوينغ لتسريع العملية. في حين تواجه بوينغ أيضًا تحدياتٍ وشيكة، متمثلةً في الرسوم الجمركية الجديدة لترامب، والتي قد تؤثر سلبًا في أسواقها الخارجية وسلاسل توريدها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق