اجتماع وزاري ثانٍ لـ ‘عملية الخرطوم’ في مصر غداً

اجتماع وزاري ثانٍ لـ ‘عملية الخرطوم’ في مصر غداً

يتولى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، غداً الأربعاء، رئاسة الاجتماع الوزاري الثاني لـ”عملية الخرطوم”، التي تتولى مصر قيادتها منذ أبريل 2024. يشارك في الاجتماع الوزراء المعنيون بالهجرة من الدول الأعضاء في العملية، والتي تهتم بتنسيق المشاورات حول القضايا المرتبطة بالهجرة من شرق أفريقيا إلى دول أوروبا.

تضم “عملية الخرطوم” 40 دولة، تشمل دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب سويسرا والنرويج، بالإضافة إلى دول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، فضلاً عن مفوضية الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأفريقي. كما تشارك فيها عدد من المنظمات الدولية مثل المنظمة الدولية للهجرة (IOM) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).

تم إطلاق “عملية الخرطوم” في مؤتمر وزاري عُقد في روما في نوفمبر 2014، بهدف تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإتجار بالبشر وتهريب المهاجرين بين الدول الأعضاء. لاحقاً، توسعت اختصاصات العملية لتشمل قضايا الهجرة بشكل شامل، مع التركيز على التعاون الإقليمي بين دول المنشأ ودول المعبر ودول المقصد، ودعم مسارات الهجرة الشرعية، والعمل على التنمية والسلام والأبعاد الإنسانية، إضافةً إلى إشراك الجاليات المهاجرة في التنمية داخل دولهم الأصلية، ومعالجة قضايا العودة والإدماج، وتأثير العوامل البيئية على قضايا النزوح، والتأثيرات الناتجة عن الأوبئة على الهجرة.

من الجدير بالذكر أن مصر قد تولت رئاسة “عملية الخرطوم” مع انطلاقها عام 2014، ثم أعادت تولّي الرئاسة مرة أخرى اعتباراً من أبريل 2024، حيث نظمت أنشطة تساهم في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وفقاً للأولويات المصرية في التعامل مع ملف الهجرة من منظور شامل، يعالج الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية.

تتضمن أولويات الرئاسة المصرية تعزيز مسارات الهجرة النظامية وتنمية المهارات، وتحقيق التكامل بين العناصر الإنسانية والتنموية. كما تركز على دعم السلام لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات النزوح وإيجاد حلول مستدامة لتجنب تكرارها، وكذلك تمكين النازحين من العودة إلى أوطانهم. بالإضافة إلى ذلك، أولت الرئاسة المصرية اهتماماً بقضايا النزوح وتغير المناخ، حيث تم عرض الجهود التي قامت بها مصر خلال رئاستها للدورة 27 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ، والمبادرات الرئاسية التي أُطلقت في هذا الشأن. كما تم تسليط الضوء على جهود مصر في مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وأهمية تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات لمعالجة الأعباء التي تتحملها الدول المستضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين.

من أهم إنجازات الرئاسة المصرية الحالية لـ”عملية الخرطوم” هو تنظيم أكبر عدد من الفعاليات منذ إطلاق العملية عام 2014. كما أن المبادرة المصرية لعقد مؤتمر وزاري في 9 أبريل الجاري بالقاهرة برئاسة وزير الخارجية والهجرة تعتبر فرصة لتقييم الإنجازات منذ تأسيس “عملية الخرطوم”، ووضع إطار مؤسسي لتقنين المجالات الإضافية التي نشأت على اختصاص العملية على مدار السنوات العشر الماضية.

من خلال استضافة هذا المؤتمر، تسعى الرئاسة المصرية إلى تسليط الضوء على أهمية هذا المحفل لتعزيز التعاون الدولي في ملف الهجرة من خلال مقاربة شاملة، تأخذ بعين الاعتبار أولويات الدول على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء، إلى جانب إضفاء زخم جديد على العملية لدعم تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتحديد مشروعات تعاون سيتم تنفيذها ضمن الأطر الثنائية.

قد يهمك أيضاً :-