ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع تصريحات كريم الصباغ لـCNN الاقتصادية حول زيادة إيرادات سبيس 42

تُسارع الإمارات الزمن في مسيرتها نحو التحول من مجرد مستهلك للتكنولوجيا إلى مصدر لها، حيث تسعى لأن تكون صانعة استراتيجيات في منظمة متكاملة تبدأ بالأرض وتنتهي في الفضاء.

وفي هذا الإطار، تبرز الشركة الإماراتية المتخصصة في تقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي التي تأسست نتيجة اندماج شركتي «الياهسات» و«بيانات»، مما يعكس جهوداً حثيثة لبناء كيان وطني رائد في الصناعات الفضائية والجيوميكانيكية. ويؤكد ما يحدث اليوم في أبوظبي أن البيانات والأمن والنفوذ مرتبطة بشكل وثيق، مما يُعيد تشكيل مدار القوة غداً.

وخلال فعاليات “اصنع في الإمارات 2025″، أعلنت الشركة عن إطلاق منشأتين لتصنيع تقنيات متقدمة تشمل الأقمار الصناعية والطائرات غير المأهولة عالية الارتفاع وأقمار الاستشعار بالرادار، مما يثبت أن هذه الخطوة ليست مجرد توسّع صناعي أو تقني بل رؤية شاملة تضع الإمارات على خريطة الريادة في تطوير حلول فضائية عالية الكفاءة وذات استخدامات متعددة.

التحدي الناعم

تظهر سبيس 42 كمشروع فضائي يتجاوز البعد التقني ليصبح مشروعاً معرفياً واقتصادياً، حيث أكد العضو المنتدب للشركة كريم ميشيل الصباغ لـCNN الاقتصادية أن “الذكاء الاصطناعي يساعدنا على تحليل واستنتاج المعاني من البيانات التي يتم توليدها من الفضاء لخدمة عملائنا في القطاعات التجارية والأمنية”، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تشغيل بل هو جزء أساسي من منظومة تحليل البيانات الجيومكانية وإدارة الشبكات الفضائية.

كما أضاف الصباغ أن رؤية سبيس 42 تستند إلى دمج ثلاث ركائز رئيسية: الاتصالات الفضائية ورصد الأرض والذكاء الاصطناعي ضمن منظومة تشغيل متكاملة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز قدرة المستخدم النهائي على اتخاذ القرار

وتفتح هذه المنهجية الأبواب أمام توطين النماذج الحسابية وتحريرها من تحيزات البرمجيات، خاصة مع تصاعد المخاوف العالمية حول الخوارزميات التي تتحكم بالمعلومات والمعاني والسوق.

تقنيات سيادية

في سياق متصل، تمثل المنشأة الجديدة للشركة لتصنيع محطات جوية غير مأهولة قادرة على تنفيذ مهام الرصد والاتصال على ارتفاعات عالية ولمدد تصل إلى ستة أسابيع خطوة بارزة تؤكد المساعي الإماراتية للريادة. وأوضح الصباغ أن هذه الوحدات ستدخل التشغيل التجريبي خلال العام الجاري وستستهدف أسواقاً تشمل إفريقيا وآسيا وأوروبا.

ولا تعتبر هذه الخطوة تجارية فحسب بل تحمل طابعاً جيوسياسياً واضحاً يبرز جهود الإمارات لتمكين المجتمعات المحرومة من الاستفادة من اقتصاد الفضاء الذي كان محصوراً سابقًا في دول محدودة.

أما الإعلان الثاني فقد شمل تدشين أول مصنع في المنطقة مخصص لأقمار SAR، وهي تقنية قادرة على التصوير الليلي والنهاري تحت مختلف الظروف المناخية وتستخدم بشكل واسع في قطاعات الدفاع والأمن والبيئة.

تعتمد منشأة تصنيع أقمار SAR على تقنية نادرة تمكنها من الرصد الليلي والنهاري بجميع الظروف المناخية، مما يجعل الإمارات واحدة من الدول القليلة التي تمتلك قدرة مستقلة على إنتاج وتحليل بيانات الأرض كأدوات تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والمناخي ومكافحة الكوارث.

وبفضل منصات تحليل البيانات المحلية والتصنيع داخل الدولة والتوسع نحو الأسواق النامية، ترسم الشركة حدودًا جديدة للنفوذ الناعم لأبوظبي. وفي هذا السياق شدد الصباغ على التزام الشركة الكامل بالامتثال للأنظمة والمعايير التنظيمية المختلفة عبر المناطق الجغرافية التي تعمل بها بما يشمل الإمارات وآسيا وأوروبا والأميركتين. كما تعمل الشركة حالياً مع شركاء دوليين في مجالات التصنيع والتكامل التقني وهو ما يعكس الثقة المتزايدة بقدرتها على العمل بكفاءة ضمن بيئات متعددة.

تخطط الشركة أيضاً وفق تقريرها المالي السنوي لاستثمارات جديدة بقيمة 348 مليون دولار تشمل تطوير الجيل القادم من الأقمار الصناعية (ياه 4 وياه 5) والتي يُرتقب إطلاقها خلال السنوات القادمة. وقد سجلت سبيس 42 إيرادات بلغت 629 مليون دولار وصافي أرباح بقيمة 166 مليون دولار مع هامش ربح صافٍ بلغ 26%.

كما سبق للشركة الإعلان عن عقود بقيمة 7 مليارات دولار ضمن أهدافها لمضاعفة الإيرادات قبل عام 2030. وأكد الصباغ “هدفنا هو أنه بحلول نهاية هذا العقد سنضاعف إيراداتنا الإجمالية مع الحفاظ على هوامش الربحية عند مستوى 40%”.

وترسل سبيس 42 بذلك رسالة واضحة تهدف إلى توسيع مشاريعها البحثية والتصنيعية لترسيخ موقعها كرافعة أساسية ضمن جهود تنويع الاقتصاد الإماراتي وتأثيره الإقليمي والدولي.