ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم بشكل عاجل من الإفلاس إلى البيت الأبيض: رحلة تحول شركاء ترامب في عالم الكريبتو

قبل أن يصبحوا شركاء في المشروع الجديد لعائلة ترامب، واجه مؤسسو منصة دوو فاينانس اتهامات بالاحتيال من مستثمرين خسروا ملايين الدولارات بعد اختراق المنصة. اليوم، وبعد شراكة مثيرة للجدل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأبنائه، يلاحقهم عملاؤهم القدامى في المحاكم، في واحدة من أكثر قصص «التحول المالي» إثارة للجدل في عالم العملات الرقمية.

وفي نفس السياق، يُشار إلى أن هذه القضية تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة العملات الرقمية، حيث تتزايد المخاوف بشأن الأمان والثقة بين المستثمرين والجهات المعنية.

من استراتيجيات محفوفة بالمخاطر إلى اختراق كارثي

في مايو أيار 2024، استثمر جوناثان لوبيز، مستثمر شاب من ميامي، نحو مليون دولار في منصة دوو، التي سهلت استخدام أدوات مالية عالية المخاطر مثل «اللووبينغ»، والتي تعتمد على اقتراض الأصول الرقمية المتكرر لزيادة الأرباح والمخاطر. لكن في 12 يوليو تموز، سُرقت أموال لوبيز بالكامل، مع اختفاء ما يقرب من 2.5 مليون دولار من أموال العملاء في هجوم سيبراني استهدف ثغرات في كود المنصة. ورغم أن دوو اعترفت بالثغرة وقدمت اعتذاراً رسمياً، إلا أن التعويضات كانت محدودة وأُغلقت المنصة بعد ذلك بفترة قصيرة.

شراكة جديدة.. مع عائلة ترامب

بعد شهرين فقط من الاختراق، أعاد مؤسسو دوو تشايس هيرو وزاك فولكمان إطلاق أنفسهم عبر مشروع جديد: وورلد ليبرتي فاينانشال بشراكة مباشرة مع الرئيس ترامب وأبنائه دون جونيور وإريك وبارون. أصبح هيرو وفولكمان الآن من أبرز الشخصيات في مشاريع الكريبتو التابعة لعائلة ترامب، حيث يشغل ترامب منصب «كبير داعمي العملات الرقمية» في وورلد ليبرتي بينما يشغل أبناؤه أدواراً رمزية كممثلين للجيل الثالث من تقنيات الإنترنت.

دعاوى قضائية وخسائر لم تُعوض

لوبيز الذي خسر قرابة 300 وحدة إيثر رفع دعوى ضد هيرو يتهمه فيها بالاحتيال وسوء التمثيل والإهمال في حماية أموال العملاء مطالباً بالتعويض المالي والأضرار القانونية. وأكد محاميه أن موكله استثمر بناءً على وعود مباشرة من هيرو. ومن ناحية أخرى يسعى دفاع هيرو لرفض القضية بحجة أن لوبيز «مستثمر متمرس» كان يدرك المخاطر. محكمة ميامي حددت أبريل نيسان 2026 موعداً للمحاكمة بينما لا تزال ردود هيرو وشركائه الجديدة غائبة تماماً عن الإعلام.

أرباح هائلة بعد الانهيار

بحسب وثائق قضائية وتحقيقات رويترز جمع هيرو وفولكمان أكثر من 65 مليون دولار من عائدات وورلد ليبرتي بينما حصلت عائلة ترامب على ما يقرب من 400 مليون دولار من مبيعات التوكنات مما يثير أسئلة حول تضارب المصالح خاصة مع كون ترامب رئيساً حالياً. وفي الأيام التي تلت الاختراق وعد فولكمان عبر قناة تليغرام بتعويض المستخدمين بالكامل لكن بعد أسابيع توقفت المنصة عن التواصل وأغلق هيرو مجموعات الدعم ولم يُعوض معظم المستخدمين باستثناء إرسال توكنات داخلية بلا قيمة فعلية.

تقارير شركات الأمن السيبراني مثل سايفرز وسيرتيك أكدت أن سبب الاختراق كان الكود المرتبط باللووبينغ الذي صُمم دون آليات حماية كافية.

منصة مغلقة ومستثمرون يطاردون الأمل

اليوم لم تعد منصة دوو نشطة وموقعها محجوب بكلمة مرور ولا تظهر مؤشرات على أي نشاط مالي حقيقي ولا تزال الدعاوى القضائية تُجمع ضد مؤسسيها بينما يتوسع مشروع وورلد ليبرتي المدعوم من ترامب في أسواق جديدة عبر رموز مستقرة وتطبيقات تداول ومنصات تعدين عملات. جدير بالذكر أن الكثير من المستثمرين يشعرون بخيبة أمل كبيرة ويبحثون عن طرق لاسترداد خسائرهم وسط حالة عدم اليقين هذه.

في عالم الكريبتو غالباً ما تكون المسافة قصيرة بين الانهيار والثراء لكن قصة دوو ووورلد ليبرتي تُعيد طرح سؤال أساسي؛ من يدفع ثمن المخاطرة عندما يختفي القائمون على المشروع ويعودون في حُلَّة جديدة مع شركاء من الصف الأول؟