ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم بنسبة تصل إلى 1000% وسط زيادة غير مسبوقة في الطلب على منتجات القنب الطبية بألمانيا

في ولاية بافاريا الألمانية، قام فيليب شيتر، الرئيس التنفيذي لشركة كانتوراج للأدوية، بفتح باب فولاذي بسمك 75 سنتيمتراً للاطمئنان على منتجاته المتنوعة من الماريجوانا التي تم تقنينها جزئياً في البلاد. الشركة تستثمر بشكل كبير في تأمين منتجاتها القادمة من دول بعيدة مثل جامايكا وأوغندا ونيوزيلندا، حيث يُعتبر القنب هدفاً جذاباً للصوص.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أكد شيتر التزام شركته بأعلى معايير السلامة لموظفيها ومنتجاتها، مشيراً إلى أن الوقاية خيرٌ من العلاج. تُستخدم البراعم الخضراء لنبات القنب في تخفيف الآلام المزمنة واضطرابات النوم وعلاج بعض حالات الصرع وتقديم الدعم لمرضى السرطان وفيروس نقص المناعة المكتسبة والرعاية التلطيفية للحالات المتأخرة.

الشعار الذي تتبناه شركة كانتوراج على موقعها الإلكتروني هو “نحن نحب القنب”، ورمزها في بورصة فرانكفورت هو “HIGH”، وهو مصطلح يستخدم لوصف الحالة الشعورية لمتعاطي منتجات القنب. وقد حققت الشركة إيرادات بلغت 51.4 مليون يورو العام الماضي، مما يمثل زيادة قدرها 118% مقارنة بالعام السابق.

تعمل كانتوراج بفريق مكون من 70 موظفاً وتقدم أزهار القنب المجففة ومستخلصاتها، بينما تُعتبر شركة بيدروكان الهولندية وشركة أرورا الكندية من بين أبرز منافسيها في هذا المجال. يُشار إلى أن بيع نبات القنب بوصفة طبية أصبح متاحاً في ألمانيا منذ عام 2017.

وفي سياق الحديث عن فوائد تقنين تداول القنب الطبي المُختبر والمعتمد، أوضح شيتر أن ذلك يوفر وضوحاً بشأن مصدره ومسار معالجته ومحتوى مكوناته الفعالة. وأكد أنه عند اللجوء للسوق السوداء يكون الاختيار محدوداً وغالبًا ما تكون المنتجات ملوثة مما يزيد من عدم الثقة بها.

تسويق منتجات القنب الطبية

تسوق شركة كانتوراج أدويتها بأسماء لافتة تشمل “كعكات مُثلّجة” و”حلوى الليمون والتوت”، مع ملصقات ملونة تهدف لبناء ولاء العملاء للعلامة التجارية. وصرح شيتر بأن شركات الأدوية التقليدية تسوق أدوية تقليدية بينما تعتمد شركته أساليب أكثر إبداعًا للتسويق، حيث تكون الحدود بين الأدوية والسلع الترفيهية غير واضحة أحياناً.

جدير بالذكر أن معظم الدول الأوروبية قد شرعت تداول القنب الطبي بشكل أو بآخر، لكن ألمانيا تعتبر أكثر ليبرالية مقارنة بكثير من الدول الأخرى. وقد ساعدت الحكومة السابقة ذات الاتجاه اليساري العام الماضي على تسهيل الحصول على القنب بوصفة طبية وشرعت حيازة ما يصل إلى 25 غراماً للاستخدام الشخصي غير الطبي، بالإضافة إلى السماح للأسر بزراعة ثلاث نبتات كحد أقصى.

وقال شيتر إن تغيير القانون أدى لأول مرة إلى إمكانية الحصول على القنب من الصيدلية دون الحاجة للإصابة بمرض خطير مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب عليه. وفقًا لمنصة “بلومويل” الإلكترونية التي تمكن المرضى من التواصل مع الأطباء للحصول على العلاج بالقنب، فقد زادت وصفات القنب الطبية التي صرفتها الصيدليات بنسبة تزيد عن 1000% خلال ديسمبر 2024 مقارنة بشهر مارس الذي سبق إطلاق التشريع الجديد.

ماذا ينتظر منتجات القنب الطبية في المستقبل؟

ومع ذلك لم يكن هذا التغيير القانوني محل ترحيب الجميع خاصة المستشار الألماني الجديد المحافظ فريدريش ميرز الذي دعا خلال حملته الانتخابية لإلغاء التشريع الحالي. كما اتهم رئيس وزراء بافاريا وحليف ميرز ماركوس سودر تخفيف قواعد تداول القنب بأنه “عار على البلاد” وتعهد بتطبيق قوانين أكثر صرامة.

لكن منذ موافقة ميرز على تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (اليسار الوسط)، اتخذت حكومته موقفًا أكثر مرونة وتعهدت بإجراء تقييم شامل للقضية. وفي حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية أعرب شيتر عن ارتياحه إزاء المراجعة المرتقبة قائلاً: “نحن متشوقون لمعرفة ما ستسفر عنه هذه المراجعة”.

وعلى الرغم من المخاطر التنظيمية المحتملة التي قد تطرح أثناء محادثاته مع المستثمرين إلا أن شيتر يؤكد أن حتى تراجع القانون لن يؤثر سلبًا على نموذج أعمال كانتوراج حيث قال: “نحن شركة أدوية نصنع الأدوية ونُسلمها للصيدليات”، مما يعني أنه لا يوجد خطر يهدد أعمالهم مهما تم تشديد قواعد تداول منتجات القنب كما يتوقع شيتر اتخاذ خطوات إضافية لتحويل الترخيص الجزئي لتداول القنب إلى تشريع كامل يدعم القطاع بشكل أكبر.