أسعار الذهب تشهد ارتفاعاً في الأسواق العالمية اليوم بينما تسجل أرباح «إنجي» نمواً هامشياً في الربع الأول على الرغم من تراجع الطاقة الكهرومائية

في ظل الضغوط التي تواجه الأسواق وتراجع الأسعار، استطاعت شركة «إنجي» الفرنسية، وهي المشغل الأكبر لشبكات الغاز في أوروبا، أن تسجل زيادة طفيفة في أرباحها التشغيلية خلال الربع الأول من عام 2025، مما يعكس أداءً متوازناً في بيئة مليئة بالتقلبات.

وأفادت الشركة بأن أرباحها قبل الفوائد والضرائب (EBIT)، باستثناء نشاط الطاقة النووية، بلغت 3.7 مليار يورو، مقارنة بـ3.68 مليار يورو خلال نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يمثل نمواً هامشياً بنسبة 0.5 في المئة فقط.

يعود هذا الارتفاع المحدود بشكل رئيسي إلى ضعف أداء الطاقة الكهرومائية نتيجة نقص الأمطار، فضلاً عن انخفاض أسعار الكهرباء والغاز في أوروبا منذ ذروتها التي سجلت منتصف فبراير، وسط تصاعد القلق بشأن تباطؤ النمو العالمي بفعل توترات التجارة الدولية.

كما كانت الضغوط واضحة في قطاعات الطاقة المتجددة والطاقة المرنة، حيث تراجعت أرباحها بنسبة 15 في المئة، مما يعكس هشاشة هذه الأنشطة أمام تقلبات الأسعار والظروف المناخية.

من ناحية أخرى، تمكنت الشركة من تعويض هذا التراجع عبر قطاع الشبكات الذي يشمل شبكات النقل والغاز، حيث قفزت أرباحه بنسبة 63 في المئة مستفيدة من ارتفاع الرسوم الجمركية الأوروبية وزيادة الطلب على الغاز داخل فرنسا بسبب الشتاء الأكثر برودة من المعتاد.

ويستند تحديد أسعار الغاز إلى متوسط التكلفة المقدرة التي يتحملها الموردون لتوصيله للمستهلكين السكنيين، مما يعني أن ارتفاع هذه التكاليف قد عزز هوامش الربح.

على الرغم من هذه التقلبات، حافظت الشركة على توقعاتها للعام بالكامل إذ أبقت على هدفها بتحقيق صافي دخل تشغيلي متكرر يتراوح بين 4.4 و5 مليارات يورو لعام 2025، مما يعكس ثقتها في استقرار محفظتها وأنشطتها متوسطة المدى.

ماذا يعني هذا للمستثمرين والشركات؟

بالنسبة للمستثمرين، تؤكد نتائج «إنجي» أهمية تنويع مصادر الربح داخل شركات الطاقة خاصة في أوقات عدم اليقين فاعتماد الشركات على مصادر طاقة متقلبة مثل الطاقة المائية والمتجددة يتطلب وجود أنشطة أكثر استقراراً مثل شبكات النقل والتوزيع لضمان توازن الأداء المالي.

أما بالنسبة للشركات العاملة في قطاع الطاقة فإن الرسالة واضحة.. حتى مع انخفاض الأسعار يمكن الحفاظ على الربحية عبر إدارة مرنة للتكاليف والاستفادة من العوامل الموسمية والهيكلية كما فعلت «إنجي» مع شبكاتها.

(رويترز).