ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع توقعات “أبيك” لنمو طفيف للصادرات في 2025 تحت ضغط رسوم ترامب

حذّرت مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ أبيك يوم الخميس من أن صادرات المنطقة ستشهد نمواً طفيفاً هذا العام، في ظل بدء فرض الرسوم الجمركية الأميركية، وذلك خلال اجتماع ممثلي التجارة الأميركيين على هامش الاجتماع. وتوقعت كتلة أبيك، المكونة من 21 عضواً، أن ترتفع صادرات المنطقة بنسبة 0.4 بالمئة فقط هذا العام، مقارنة بـ5.7 بالمئة في العام الماضي، وذلك وفقاً لتقرير تحليلي للاتجاهات الإقليمية صدر خلال اجتماعها لعام 2025 لوزراء التجارة في جزيرة جيجو السياحية بكوريا الجنوبية.

كما خفضت الكتلة توقعاتها للنمو الاقتصادي الإقليمي لهذا العام إلى 2.6 بالمئة بدلاً من 3.3 بالمئة سابقاً. وأشارت أبيك في بيان لها إلى أنه “من المتوقع أن ينخفض نمو التجارة بشكل حاد في جميع أنحاء أبيك بسبب انخفاض الطلب الخارجي، لا سيما في قطاعي التصنيع والسلع الاستهلاكية”، كما أكدت أن تزايد عدم اليقين بشأن التدابير المتعلقة بالسلع يؤثر سلباً على تجارة الخدمات.

استهدفت التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضتها إدارة ترامب أكثر من نصف دول منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، حيث انخفضت معدلات التعريفات الجمركية الإقليمية المتوسطة إلى 5.3 بالمئة بحلول عام 2021، مقارنة بـ17 بالمئة في عام 1989 عندما تأسس المنتدى الاقتصادي غير الملزم، وشهدت هذه الفترة زيادة ملحوظة في تجارة البضائع بأكثر من تسعة أضعاف.

وفي إشارة إلى إمكانية تحقيق تقدم أكبر في معالجة الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادات العالم، التقى الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير والمبعوث التجاري الصيني لي تشنغ قانغ على هامش الاجتماع، حسب ما صرح وزير التجارة الكوري الجنوبي تشيونغ إن كيو للصحفيين دون الخوض في التفاصيل. يأتي هذا الاجتماع بعد أن اتفق جرير ولي على خفض التعريفات الجمركية بشكل كبير خلال أول محادثات وجهاً لوجه بينهما في جنيف يومي 10 و11 مايو.

وعلى مدار يومين ابتداءً من يوم الخميس، سيناقش ممثلو التجارة من الاقتصادات الأعضاء موضوع التجارة متعددة الأطراف وأجندات التعاون الأخرى بما فيها إصلاح منظمة التجارة العالمية وسط التحديات الحالية. يُشار إلى أن إدارة ترامب تعتبر منظمة التجارة العالمية كهيئةٍ مكّنت الصين من الحصول على ميزة تصديرية غير عادلة وقد تحركت مؤخراً لإيقاف التمويل الأميركي للمنظمة.

الآثار المتتالية للرسوم الجمركية

بصفته مُضيف المؤتمر السنوي، سيُسلّط وزير التجارة الكوري الجنوبي تشيونغ الضوء على كيفية مواجهة الاقتصاد والتجارة العالميين لضغوطٍ متزايدة بسبب حالة عدم اليقين وسيحثّ الكتلة على تعزيز الحوار لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية وفقاً لتصريحات مُعدّة مسبقاً نقلتها وزارته. وقبيل الجلسات الرئيسية عزا كارلوس كورياما مدير السياسات في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ انخفاض توقعات الصادرات الإقليمية إلى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وحذّر من أن نطاق آثارها المتتالية لا يزال كبيراً.

وقال كورياما للصحفيين: “نلاحظ أن الرسوم الجمركية الأميركية لا تؤثر فقط على تجارة السلع بل تؤثر أيضاً على تجارة الخدمات والأسواق المالية ولهذا السبب تُجري الحكومات محادثات تجارية لكنها لم تُستأنف قبل أوائل أبريل”. ومن المقرر أيضاً أن يعقد جرير اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الكوري الجنوبي بعد ثلاثة أسابيع من جولتهما الافتتاحية للمحادثات التجارية في واشنطن العاصمة.

كما سيعقد أول اجتماع مباشر له مع نيوزيلندا ويلتقي بممثلين من دول آسيوية أخرى. صرح جرير لقناة سي إن بي سي التلفزيونية قبل مغادرته إلى جيجو يوم الثلاثاء: “نتحرك بأسرع ما يمكن مع الأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا طموحين”. يحضر اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ وزراء تجارة ومبعوثون من الدول الأعضاء بما فيها كندا والمكسيك وروسيا.

يُعقد اجتماع وزراء التجارة كجزء من جولة ثانية من اجتماعات كبار المسؤولين قبل قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ هذا العام في جيونجو بكوريا الجنوبية حيث يمثل المنتدى نحو نصف التجارة العالمية و60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

(رويترز).