أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية بينما تستعد موانئ أميركا لمواجهة تدفق السلع الصينية بعد تخفيض الجمارك

تواجه الموانئ الأميركية تباطؤاً ملحوظاً في حركة الشحن، إلا أن الخبراء يتوقعون تغير الأمور بشكل جذري خلال الأسابيع المقبلة، مع إمكانية حدوث تدفق كبير للبضائع.

اعتباراً من يوم الأربعاء، ستُفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على البضائع المستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي نسبة أقل مقارنة بالرسوم السابقة التي بلغت 145% واستمرت لستة أسابيع. وقد أعلنت واشنطن وبكين عن تهدئة مؤقتة في التصعيد التجاري بينهما من خلال خفض الرسوم لمدة 90 يوماً. ويعتقد الخبراء أن هذا التراجع المؤقت سيشجع تجار التجزئة على تسريع عمليات الاستيراد لتخزين أكبر كمية ممكنة من السلع قبل انتهاء المهلة.

في هذا السياق، أشار جوناثان غولد، نائب رئيس السياسة الجمركية وسلسلة التوريد في الاتحاد الوطني لتجار التجزئة إلى أننا نعيش ذروة موسم العطلات حيث يسعى بعض التجار لإدخال بضائعهم مبكراً لتفادي ارتفاع الرسوم مجدداً.

هذا ما حدث بالفعل في مارس الماضي عندما قام التجار بتخزين كميات كبيرة من البضائع قبل بدء تطبيق الرسوم الأولى في 9 أبريل. تُعتبر الصين شريكاً تجارياً مهماً للولايات المتحدة حيث تستورد منها معظم الملابس والأحذية والألعاب والإلكترونيات والرقائق الدقيقة، مما يجعل الرسوم المرتفعة عبئاً كبيراً على العديد من الشركات.

موجة مرتقبة في الصيف

قال رايان كالكينز، نائب رئيس لجنة ميناء سياتل لـCNN: نتوقع تدفقاً كبيراً للبضائع بحلول منتصف الصيف وسنعمل على زيادة عدد الموظفين لضمان قدرتنا على العمل بكامل طاقتنا

من جانبها، أوضحت شركة فليكس بورت للشحن والخدمات اللوجستية أنه من المبكر تحديد حجم التدفق المتوقع لكنها تتوقع ارتفاعاً حاداً في حجز الشحنات. كما أشار تشارلز فان دير ستين، رئيس شركة ميرسك في أميركا الشمالية إلى أن حجم الشحنات القادمة من الصين انخفض بنسبة تصل إلى 40% مؤخراً بسبب حالة عدم اليقين. وأضاف: ببساطة توقف العديد من التجار عن تحريك سلاسل الإمداد ولكن مع خفض الرسوم وتحديد مهلة واضحة نتوقع عودة البضائع المحتجزة إلى السوق

وفي نفس السياق، أكد الخبير الاقتصادي بيتر بوكفار أن بعض التجار سيستغلون هذه المهلة المؤقتة مضيفاً سنشهد موجة طلبات ضخمة خلال 90 يوماً لم نشهد مثلها سابقًا كما سترتفع تكاليف النقل بشكل كبير.

رغم التوقعات.. التراجع ما زال قائماً

على الرغم من التوقعات بتدفق السلع قريبًا فإن موانئ الساحل الغربي لا تزال تتوقع انخفاضًا ملحوظًا في أعداد السفن وحجم البضائع خلال مايو نظراً لأن الرحلات البحرية من الصين تستغرق بين 3 و4 أسابيع. يقول جين سيروكا المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس: بنهاية الشهر سنشهد انخفاضًا بنسبة 20% في عدد السفن و25% تقريبًا في حجم البضائع

كما شهد ميناء لونغ بيتش انخفاضًا يتراوح بين 35% و40% في الشحنات الأسبوع الماضي ولم تغادر أي سفينة متجهة إلى مجمع سان بيدرو لمدة 12 ساعة يوم الجمعة وهو أمر غير مسبوق منذ جائحة كورونا. ويشير تقرير لتحالف الموانئ الشمالية الغربية إلى أن الموانئ في سياتل وتاكوما سجلت أرصفة خالية وهو مشهد نادر لم يُرَ منذ الوباء مع توقعات بانخفاض حجم الشحنات يتراوح بين 8% و15%.

أضاف التحالف في بيان له أن تخفيض الرسوم لا يلغي آثار تطبيقها السابقة ولا تزال هناك حالة من عدم اليقين وتقلبات السوق وفقدان الأنشطة التجارية مما يستدعي استقرار سلاسل الإمداد الذي لم يتحقق حتى الآن.

تأخر التأثير على الساحل الشرقي

الموقف ليس مقتصراً على الساحل الغربي إذ تستغرق السفن المتجهة إلى الموانئ الشرقية من آسيا ما بين 4 و6 أسابيع مما يعني أن تأثير هذه المهلة لن يظهر قبل منتصف أو نهاية يونيو. يضيف غولد: إذا بدأت الطلبات الآن فستصل البضائع بحلول يونيو أو يوليو لذا سنتابع تباطؤًا لبضعة أسابيع يليه نشاط متزايد حتى يوليو

لكن.. 30% لا تزال مرتفعة

وعلى الرغم من خفض الرسوم تبقى نسبة الـ30% عبئًا ثقيلًا على العديد من الشركات خاصة الصغيرة منها وأكدت غرفة التجارة الأميركية أن الرسوم لا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه مطلع العام وطالبت الإدارة الأميركية بإعفاء الشركات الصغيرة منها.

ويختتم غولد بقوله إن الشركات الكبرى قادرة على التكيف لكن الشركات الصغيرة ستعاني وهناك الكثير من النقاش حول كيفية تجاوز هذه المرحلة المهمة.