ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع تخلي أوروبا عن الغاز الروسي: فرصة واعدة للشرق الأوسط

تسعى أوروبا إلى تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسي والطاقة النووية بحلول عام 2027، حيث يتوقع عدد من المحللين في قطاع الغاز والطاقة زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال من عدة دول لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.
وفي 6 مايو الجاري، أعلنت المفوضية الأوروبية عن خارطة طريق تضمن لها الاستقلال الكامل في مجال الطاقة عن روسيا، مشيرةً إلى أنها ستقدم مقترحات تشريعية للدول الأعضاء الشهر المقبل، مع تعهدات بضمان استقرار إمدادات وأسعار الطاقة في جميع أنحاء الاتحاد خلال تنفيذ هذه الخطة.
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، عملت أوروبا على تقليل اعتمادها الكبير على الغاز الروسي الذي كان يشكل عائقًا أمام اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا بسبب النزاع الدائر في أوكرانيا.
يقول تشارلز كوستروس، محلل بيانات سوق الغاز لدى كبلر، إن أوروبا ستضطر هذا العام للاعتماد بشكل رئيسي على الغاز الطبيعي المسال لتعويض النقص الناتج عن فقدان الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب. ويتوقع أن تأتي معظم هذه الكميات الإضافية من الولايات المتحدة التي تعمل على زيادة طاقتها الإنتاجية في محطة بلاكماينز التي تصل قدرتها إلى 23 مليون طن سنويًا. كما سيتم الحصول على كميات إضافية من توسعة المرحلة الثالثة في كوربوس كريستي التي تبلغ قدرتها 10 ملايين طن سنويًا.
وأضاف كوستروس أن قرار أوروبا بالتخلي عن الغاز الروسي قد يؤدي إلى تفاقم التوازن في وسط وشرق أوروبا، مما يستدعي جذب المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال من موردين مختلفين لتعويض الفاقد. وقد تسعى روسيا أيضًا لتحويل جزء من هذا الغاز الذي كان مخصصًا لأوروبا نحو الأسواق الآسيوية، وهو أمر قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو نظرًا لحساسية أكبر مشتري الغاز الطبيعي المسال مثل الصين والهند لأسعار السوق.
تشير البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي إلى أن واردات أوروبا من الغاز الروسي انخفضت بشكل ملحوظ لتصل إلى 52 مليار متر مكعب مقارنة بـ150 مليار متر مكعب في عام 2021، مما أدى لانخفاض حصة روسيا من الواردات إلى 19% مقابل 45% قبل ذلك.
وفقاً لمحلل بيانات سوق الغاز لدى كبلر، فإن قطر ستظل المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في منطقة الشرق الأوسط. وفي حال استؤنفت حركة النقل عبر قناة السويس، فقد نشهد زيادة في الكميات القطرية المتجهة إليها. ومن الممكن أيضًا وصول شحنات فورية متفرقة من الإمارات العربية المتحدة أو عمان.
أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز ICIS، أشار بدوره إلى أنه إذا انخفضت صادرات روسيا من الغاز فإن الدول الأوروبية ستلجأ لاستيراد المزيد منه عبر الأسواق الفورية للغاز الطبيعي المسال المرن حيث لا تزال هناك إمكانية لمزيد من الإمدادات ولم تُستنفد القدرات بالكامل بعد. كما توقع شرودر أنه إذا لم يعد الغاز الروسي قبل عام 2030 فسوف تلعب تركيا دورًا أكبر كدولة عبور لواردات الغاز الأوروبية بالإضافة الى أذربيجان والغاز الطبيعي المسال القادم عبر تركيا لدول جنوب شرق أوروبا والبلقان بشكل غير مباشر.
حاليًا لا تزود روسيا أوروبا بالغاز إلا عبر خط تورك ستريم بعد أن توقفت أوكرانيا عن عبور الغاز الروسي عقب انتهاء اتفاقية العبور مع موسكو نهاية عام 2024.
أصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال للاتحاد الأوروبي مع خطط للتوسع حتى عام 2026. وتشير البيانات الحالية إلى أن أمريكا زودت أوروبا بنحو 45% من وارداتها خلال العام الجاري أي ما يعادل حوالي 114 مليار متر مكعب بينما شكلت صادرات أمريكا نحو 43% من إجمالي صادراتها للغاز المسال.
فرصة لنمو صادرات الغاز من الشرق الأوسط
يتوقع رئيس تحليلات الطاقة بمؤسسة ICIS أن تستفيد شمال إفريقيا بصورة محدودة فقط جراء حظر gas الروسي حيث يمكن زيادة صادرات شمال إفريقيا قليلاً ولكن ضمن حدود معينة.
في ذات السياق يتوقع ديفيد جوربناز المتخصص في أسواق النفط أن تلجأ أوروبا لتنوع مصادر غازها الطبيعي المسال عبر تأمين عقود مرنة مع الولايات المتحدة وقطر ونيجيريا والجزائر مما يعيد تشكيل سوق الغاز العالمية ويشجع المنتجين على بناء القدرة التصديرية وتأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل مع المرافق والتجار الأوروبيين.
من جهة أخرى قال أندريه كوفاتاريو المؤسس المشارك في ECERA إن الاتحاد الأوروبي يواصل استكشاف خيارات جديدة داخل حدوده وخارجها بما فيها دول الشرق الأوسط مثل قطر والإمارات العربية المتحدة.
وأخيراً اتخذت أوروبا خطوات ملموسة لدعم وارداتها من الشرق الأوسط بتوقيع عقود طويلة الأجل حيث وقعت قطر ثلاث اتفاقيات طويلة الأجل لتوريد غاز طبيعي مسال لثلاث دول أوروبية هي فرنسا وهولندا وإيطاليا لمدة تصل لـ27 عاماً بدءاً من العام المقبل.
كما اتفقت شركة أدنوك الإماراتية مع شركة SEFE الألمانية لتوريد غاز مسال لمدة خمسة عشر عاماً ابتداءً من عام 2028 بكميات تقدر بمليون طن سنوياً وتواصل أدنوك تطوير مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال بأبوظبي والذي يمثل أول منشأة لتصدير غاز طبيعي مسال بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تعمل بالطاقة النظيفة.
قد يهمك أيضاً :-
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم في ظل فشل «أساسنز كريد» في إنقاذ يوبيسوفت من الخسائر
- ارتفاع أسعار الذهب عالمياً في ظل إعلان الاتحاد الأوروبي ودول أخرى عن نيتهم الرد على رسوم ترامب
- أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية وسط تعليق الصين لتدابير انتقامية بعد محادثات مع الولايات المتحدة
- أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية وقطر توقع صفقة ضخمة مع بوينغ بقيمة 200 مليار دولار
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وأرباح «أبوظبي الأول مصر» تصل إلى 3.9 مليار جنيه في الربع الأول من 2025
تعليقات