
عندما تُضاء المصابيح في المستشفيات أو تتحرك القطارات في المترو أو تُشحن السيارات الكهربائية، هناك بنية تحتية خفية تعمل بصمت خلف الجدران وتحت الأرض، وهي الكابلات. العديد من هذه الكابلات يُنتج من قبل شركة «دوكاب» الإماراتية التي تنتج سنوياً ما يعادل 13 مليون كيلومتر منها لتغذية أكثر من 75 دولة حول العالم.
هذه الكابلات ليست مجرد خطوط لنقل الكهرباء، بل تعتبر العمود الفقري للمدن الحديثة، بدءًا من مترو دبي وصولاً إلى برج خليفة، ومن مشاريع الطاقة الشمسية إلى شبكات الجيل الخامس.. وبدونها، لا يمكن أن تعمل المستشفيات ولا تتصل المصانع ولا تتحرك القطارات.
مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والمدن الذكية، يُتوقع أن ينمو سوق الكابلات في الشرق الأوسط من 11.5 مليار دولار في عام 2024 إلى 17.6 مليار دولار بحلول عام 2034 وفقاً لتقديرات Global Market Insights.. وتشير التقارير إلى أن أربع شركات فقط -من بينها دوكاب- تستحوذ على حوالي 40% من السوق العالمي.
وفي نفس السياق، يرافق هذا النمو توسع حضري ملحوظ في مدن مثل دبي والرياض وأبوظبي، حيث تزداد الحاجة إلى كابلات متقدمة تلائم بنى تحتية كهربائية وبيئية أكثر تعقيدًا.
ميلاجي: التحول الطاقي لا ينجح دون كابلات
في مقابلة حصرية مع CNN الاقتصادية، أكد شارل ميلاجي الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الكابلات في دوكاب أن «التحول الطاقي لا يمكن أن يتم دون كابلات موثوقة ومصمّمة لمواكبة هذا التغيير»، مشيراً إلى أن العالم لم يعد يعتمد فقط على محطات ضخمة بل أصبح يعتمد أيضاً على طاقة موزعة مثل الشمس والرياح مما يتطلب شبكات ذكية ومرتبطة بشكل فوري.
ويضيف قائلاً: «لدينا التزام تام بأن تكون منتجاتنا على أعلى المستويات من حيث الكفاءة والجودة.. المنافسة اليوم لا تقتصر على السعر فقط بل تشمل الاستدامة والدقة التكنولوجية» ويؤكد أن دوكاب تسعى ليس فقط للحاق بالتحول الطاقي ولكن لتكون جزءاً فعالاً منه
كابلات أذكى.. وتصنيع أكثر صداقة للبيئة
أطلقت الشركة مؤخراً أول كابل ألياف ضوئية عالي الجهد في الخليج يجمع بين القدرة على نقل الكهرباء والبيانات معاً ويُراقب أداء الشبكة لحظة بلحظة.. وهو مصنوع بنسبة 98% من مواد معاد تدويرها ويُنتج ضمن ممارسات تهدف لتقليل الفاقد والنفايات.
على صعيد الطاقة، باتت دوكاب تنتج نصف احتياجات مصنعها من الكهرباء عبر مزرعة شمسية خاصة وتشتري الجزء المتبقي من مزودين معتمدين يستخدمون الطاقة المتجددة، فيما تطمح الشركة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
تصدير عالمي.. وتصنيع في قلب الإمارات
رغم أن 60% من مبيعات دوكاب تُوجه للأسواق الخارجية فإن الإنتاج والتطوير يتم بالكامل داخل الإمارات. ويقول ميلاجي: «نحن نؤمن بأن الصناعة المحلية قادرة على التصدير إذا توفرت الجودة والموثوقية»
يشير أيضاً إلى أن أكثر من 40% من المواد الأولية المستخدمة تأتي من السوق المحلي مما يعزز مفهوم القيمة المحلية المضافة وهو مقياس لمدى اعتماد الشركة على سلسلة التوريد داخل الدولة بدلاً من الاستيراد الخارجي.
وقد ارتفعت هذه النسبة لدى دوكاب إلى 97% هذا العام مقارنة بـ93% في العام الماضي.
ضمن مبادرة «اصنع في الإمارات».. لكن مع بُعد عالمي
تُعدّ دوكاب إحدى الشركات الصناعية الرائدة المدرجة ضمن مبادرة «اصنع في الإمارات»، وهي منصة وطنية أطلقتها الحكومة لدعم الشركات التي تنتج محلياً وتصدر عالمياً بهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي غير النفطي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
«أن نكون جزءاً من هذه المنصة لا يعني فقط الفخر الوطني»، يقول ميلاجي، «بل هو التزام بتطوير صناعتنا وخلق فرص محلية ومنافسة عالمياً بجودة تضاهي الأفضل». وفي الختام يُشار إلى أهمية الدور الذي تلعبه الشركات الوطنية مثل دوكاب لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق أهداف رؤية الإمارات المستقبلية.
قد يهمك أيضاً :-
- أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية اليوم بينما يكشف رجل أعمال بريطاني عن 6 خطوات استراتيجية لبناء الثروات
- أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا في الأسواق العالمية اليوم عضوة بالاحتياطي الفيدرالي تشير إلى أن الاتفاق بين الصين وأميركا قد يخفف من المخاطر الاقتصادية
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وتأثيره على الدبلوماسية الاقتصادية الإماراتية
- ارتفاع أسعار الذهب عالمياً اليوم ورومانو مينوتزي يشتري 3% من إيني
- ارتفاع أسعار الذهب عالمياً اليوم وسط توقعات روسية باستقرار النفط عند 60 دولاراً
تعليقات