ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وسط خطط «بي واي دي» لبيع نصف سياراتها خارج الصين بحلول 2030

تسعى الشركة الصينية لتصنيع السيارات “بي واي دي” إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في بيع نصف سياراتها خارج السوق الصينية بحلول عام 2030، وهي خطوة من شأنها أن تعزز موقعها كمنافس رئيسي لأكبر شركات صناعة السيارات في العالم.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، تأمل الشركة توسيع نطاق عملياتها في أوروبا وأميركا اللاتينية، رغم التحديات الناتجة عن الحرب التجارية التي تمنع وصول المنتجات الصينية إلى المستهلك الأميركي.

وقد حدد المسؤولون التنفيذيون في الشركة هذا الهدف خلال اجتماعات مع المستثمرين منذ أواخر العام الماضي، مشيرين إلى أهمية التوسع الأوروبي لتحقيق النجاح المنشود.

وتخطط “بي واي دي” لافتتاح مصنع لها في المجر هذا العام، يليه مصنع آخر في تركيا العام المقبل، كما تتوقع قريباً اختيار موقع لمصنع أوروبي ثالث. وفي سياق متصل، افتتحت الشركة مصنعاً لتجميع السيارات في تايلاند العام الماضي وتعمل حالياً على إنشاء مصنع آخر في البرازيل، رغم التقارير المتعلقة بظروف العمل للعمال الصينيين هناك.

وفي تصريحات له، وصف وانغ تشوانفو، رئيس مجلس إدارة “بي واي دي”، الشركة بأنها تمثل “هنري فورد القرن الحادي والعشرين”، حيث أضاف روسو أنه من المحتمل أن تحقق “بي واي دي” هدفها المتمثل في بيع نصف سياراتها خارج الصين بسبب قلة المنافسة هناك. ومع ذلك، أشار روسو أيضاً إلى أن أكبر تحدٍ تواجهه هو زيادة المنافسة المحلية.

هل تستطيع الشركة الوصول للهدف؟

يمثل هذا الهدف عبئاً ثقيلاً حتى بالنسبة لشركة تتمتع بمعدل نمو محلي مذهل مثل “بي واي دي”، التي اعتمدت بشكل أساسي على السوق المحلية بالصين حيث باعت حوالي 90% من إجمالي مبيعاتها التي بلغت 4.27 مليون سيارة العام الماضي.

وتستند ثقة الشركة إلى نموها الكبير خلال السنوات الخمس الماضية الذي تحقق بفضل تقديم سيارات كهربائية وهجينة بأسعار معقولة للجمهور.

وتعتقد “بي واي دي” الآن أنها تمتلك المنتجات المناسبة لتكرار نجاحها المحلي في الأسواق الخارجية. ومن الجدير بالذكر أن مبيعاتها في أوروبا تضاعفت بأكثر من أربعة أمثال خلال الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023 لتصل إلى 37,201 سيارة، مما يمنحها حصة قدرها 4.1% من سوق السيارات الكهربائية بالقارة وفقًا لشركة الأبحاث “رو موشن”.

ماذا تجني الشركة عند تحقيق الهدف؟

إذا تمكنت “بي واي دي” من تحقيق هدفها الطموح المتمثل في بيع نصف سياراتها خارج الصين، فإن ذلك سيؤدي بها – والتي كانت تعتبر شركة متوسطة الحجم قبل خمس سنوات – إلى القمة بين شركات صناعة السيارات العالمية من حيث مبيعات السيارات لتنضم بذلك إلى عمالقة مثل تويوتا وفولكس فاغن.

كما تمكنت “بي واي دي” من إزاحة فولكس فاغن عن عرش صناعة السيارات بالصين العام الماضي، مما قد يثير قلق المسؤولين التنفيذيين بتلك الشركات وكذلك منافسيها الآخرين الذين يعملون في مجال السيارات الكهربائية بعد أن سجلت مبيعات بلغت 1.79 مليون سيارة كهربائية بالكامل لعام 2023.

وعززت “بي واي دي” وغيرها من شركات صناعة السيارات الصينية حصتها بالسوق بسرعة على حساب العلامات التجارية الأجنبية السابقة المهيمنة عبر استغلال سلاسل التوريد الأرخص لإطلاق مجموعة واسعة من المركبات الكهربائية والهجينة المتقدمة تقنياً. وارتفعت مبيعات “بي واي دي” العالمية بشكل كبير لتقترب منها شركات مثل فورد وجنرال موتورز بعد أن كانت أقل من 430 ألف سيارة في عام 2020.

وعلى عكس تسلا التي تركز فقط على إنتاج المركبات الكهربائية بالكامل، تقدم “بي واي دي” مجموعة متنوعة تشمل كلا النوعين الكهربائي والهجين القابل للشحن. ومن المتوقع أيضاً أن تتفوق على تسلا هذا العام كأكبر بائع للسيارات الكهربائية بالكامل بالعالم.

مع ذلك، واجه التوسع الخارجي المبكر لـ”بي واي دي” بعض العقبات؛ إذ ذكرت رويترز الشهر الماضي أن الشركة تقوم بإجراء إصلاحات شاملة لعملياتها الأوروبية عقب ارتكاب أخطاء استراتيجية عدة.

موقف منافسي بي واي دي

الآن يتعين على العديد من المنافسين الذين يخسرون أمام العلامات التجارية الصينية داخل السوق الصينية التصدي لغزو هذه العلامات لأوروبا وأميركا اللاتينية وغيرها من الأسواق العالمية الأخرى.

وقد وصف جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بي واي دي بأنها تشكل التهديد الرئيسي ضمن ما أسماه بـ«سباق عالمي» لتطوير سيارات كهربائية مربحة. وأكد فارلي قائلاً: «علينا التنافس والفوز على بي واي دي».

هذا وقد اتخذت الحكومات الأجنبية خطوات لحماية شركات صناعة السيارات المحلية ضد الواردات الصينية. وتواجه بي واي دي وشركات السيارات الصينية الأخرى رسومًا جمركية مرتفعة عند شحن السيارات الكهربائية إلى الاتحاد الأوروبي بالرغم من استمرار طرح طرازاتها الجديدة هناك.

لتحقيق أهداف توسعهم العالمي يتعين على بي واي دي تحقيق اختراقات جدية بالأسواق الرئيسية مثل ألمانيا واليابان والهند كما يؤكد تو لي مؤسس شركة الاستشارات سينو أوتو إنسايتس الذي قال: «سيكون الأمر صعباً جداً لتحقيق هذا الهدف دون الوصول للسوق الأميركية».

ويقدر لي أن نمو مبيعات بي واي دي العالمية سيتباطأ ليصل إلى نحو خمسة ملايين وحدة هذا العام مع توقع أن يكون حوالي 80% منها ضمن السوق الصيني.

(رويترز)