شهد ميناء العريش البحري، الذي يقع على ساحل البحر المتوسط بشمال سيناء، تحولًا ملحوظًا ليصبح واجهة بحرية إنسانية تعبر عن تضامن العالم مع سكان غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي.
لعب الميناء دورًا أساسيًا في استقبال السفن المحملة بالمساعدات الإغاثية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى السفن التي تضم مستشفيات عائمة تقدم الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمصابين الفلسطينيين.
منذ اندلاع الأحداث في غزة، شهد الميناء توافد عدد كبير من السفن من مختلف دول العالم، من بينها الإمارات وقطر وتركيا والكويت وفرنسا وإيطاليا، تحمل على متنها كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية. وشارك فريق “الهلال الأحمر المصري”، المكون من متطوعين شباب، في جهود كبيرة لاستقبال السفن، وتفريغ حمولتها، ثم إعادة تحميلها على شاحنات لنقلها إلى الشرق نحو معبر رفح والمعابر الحدودية الأخرى.
من بين السفن التي استقبلها الميناء، كانت “سفينة زايد الإنسانية” السابعة، وهي الأكبر في سلسلة المساعدات ضمن عملية “الفارس الشهم 3″، حيث بلغت حمولتها 5920 طنًا من المساعدات. كما استقبل الميناء عدة سفن تركية محملة بأكثر من 2500 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى سفن من قطر والكويت، قُدّرت حمولتها بآلاف الأطنان من المواد الإغاثية الأساسية، مثل الأدوية، الخيام، البطاطين، المياه، ومستلزمات النظافة.
لم يقتصر دور ميناء العريش على استقبال المساعدات فقط، بل شمل أيضًا الاستجابة الطبية الطارئة، من خلال استضافة ثلاث سفن تحمل مستشفيات ميدانية عائمة من الإمارات وفرنسا وإيطاليا. ومن بين هذه السفن، السفينة الفرنسية “ديكسمود”، وهي مستشفى عائم بسعة 40 سريرًا، ومجهزة بغرف عمليات ورعاية مركزة مع طاقم طبي فرنسي مختص. كما تواجدت السفينة الإيطالية “فولكانو” بسعة 16 سريرًا، مزودة بأحدث تقنيات التشخيص والرعاية. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الإمارات مستشفى عائمًا متكامل التجهيز على متن سفينة انطلقت من ميناء خليفة، ويضم 100 سرير، غرف عمليات ورعاية مركزة، وصيدلية، وطواقم طبية متكاملة.
وأشار محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، إلى أن المساعدات تصل إلى العريش عبر ثلاثة محاور: برًا من الإسماعيلية وبورسعيد والقنطرة شرق، وبحرًا عبر الميناء، وجوًا عبر مطار العريش. وبعد ذلك يتم تصنيف المساعدات وتجهيزها وإعادة ترتيبها حسب الأولوية قبل دخولها إلى القطاع.
يمثل ميناء العريش اليوم رمزًا للتضامن الإنساني، ويعكس التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في ظل الأزمة الإنسانية الحادة.

السفينة الفرنسية بميناء العريش

تفريغ المساعدات القادمة عبر ميناء العريش

مساعدات دولية تصل عن طريق ميناء العريش

من سفن مساعدات وصلت العريش

وصول المساعدات
تعليقات