أكد الخبراء على أهمية الرسائل والدلالات التي حملتها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مدينة العريش بشمال سيناء، وذلك في إطار تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتنامية في قطاع غزة. وأبرزت الزيارة الدعم الفرنسي لمصر في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وأكدت على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري لتجنب تصعيد الأزمة الإنسانية.
وشدد الخبراء في تصريحاتهم لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء على الرسالة التي وجهها الشعب المصري إلى أوروبا والمجتمع الدولي من خلال اجتماعه بالعريش تزامناً مع زيارة الرئيس الفرنسي. حيث عبروا عن غضبهم ورفضهم لاستئناف الاعتداءات ومحاولات تهجير الفلسطينيين كما أشادوا بموقف فرنسا الداعم للقضية الفلسطينية.
في هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى العريش تحمل أهمية سياسية وإعلامية. حيث أن هذه الزيارة تعكس الموقف المشترك بين فرنسا ومصر الرافض لاستئناف الأعمال القتالية وإغلاق المعابر وحصار الشعب الفلسطيني. وأكد على أن هذا الرفض ليس سياسياً فحسب، بل إن احتشاد أبناء الشعب المصري بالعريش يحمل رسالة قوية إلى أوروبا والمجتمع الدولي بأن مصر لن تقبل بظلم الفلسطينيين أو تهجيرهم.
وشدد السفير رخا على ضرورة تذكير الدول الأوروبية بانتهاكات إسرائيل المستمرة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وجرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. كما أشار إلى أهمية وجود الإعلام الأوروبي والدولي خلال زيارة ماكرون للعريش لرؤية المساعدات الفرنسية والدولية المعطلة بسبب إغلاق المعابر، وضرورة التوجه بفاعلية لتخفيف معاناة الفلسطينيين.
ولفت السفير إلى ضرورة أن تكون هذه الزيارة فرصة للإعلام الدولي لتسليط الضوء على الوضع الراهن والتكدس الكبير للشاحنات التي تحمل المساعدات العاجلة. وأشار إلى أن الزيارة جاءت في وقت حساس مع تصاعد العمليات العسكرية والاحتدام المستمر للأزمة، وتزامناً مع وجود رئيس وزراء إسرائيل في واشنطن.
واختتم السفير رخا تصريحاته مجدداً تأكيده على دعم فرنسا لخطة إعادة إعمار غزة ورفضها تهجير الفلسطينيين، ودعمها لجهود وقف إطلاق النار.
من جهته، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة ماكرون للعريش تحمل دلالات سياسية واستراتيجية هامة، حيث تشير إلى الحضور الأوروبي والفرنسي في الأزمة، والحرص على معرفة التفاصيل من أقرب نقطة للموقف عبر معبر رفح. وأكد على أن الزيارة تعبر عن تقدير الرئيس الفرنسي لجهود مصر في هذه الأزمة.
وأبرز الدكتور فهمي أن زيارة ماكرون تعتبر دعماً كبيراً لمصر، حيث أعرب عن تقديره لموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأكد أن مصر قيادة وشعباً تثمّن شجاعة الرئيس الفرنسي في القيام بزيارته هذه في ظل الأوضاع الصعبة.
واختتم المحلل السياسي تصريحاته بالتأكيد على أن فرنسا من خلال هذه الزيارة تعبر عن موقفها الرافض للاعتداءات ودعمها للقوانين الدولية والعدالة، متوقعاً أن يكون لهذا الموقف أثر إيجابي على كافة الأصعدة.
من جانبه، أشار اللواء الطيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى العريش قرب معبر رفح تعكس دعماً فرنسياً واضحاً للقضية الفلسطينية ولجهود مصر المتواصلة. ورأى أن هذه الزيارة تجسد السياسة المصرية في حشد المجتمع الدولي لدعم الفلسطينيين.
وأوضح الحلبي أن وجود الرئيس ماكرون في العريش يعكس التزامه بالقضية الفلسطينية، حيث يبعث برسالة واضحة تدعو لوقف إطلاق النار وسرعة إدخال المساعدات الإغاثية، وبداية تنفيذ خطة إعادة إعمار القطاع. كما أكد أهمية رؤية القيادة الفرنسية للواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة بسبب عرقلة المساعدات.
وأبرز الحلبي أن زيارة ماكرون للعريش تحمل دلالات إيجابية وتشير إلى قدرة فرنسا على حشد الدعم الأوروبي لبدء جهود إعادة الإعمار، ودعم كافة المحاولات الداعمة للقوانين الدولية. وأضاف أن هذه الزيارة تمثل خروجاً عن البروتوكولات التقليدية للزيارات الرئاسية، مما يؤكد عمق العلاقة بين البلدين.
تعليقات