تتعاون مصر وفرنسا في تبادل إرث ثقافي وحضاري عريق يمتد على مر العصور، حيث تتميز العلاقات بين البلدين بعمقها وامتدادها، خصوصًا على الصعيد الثقافي. هذا التفاعل الثقافي يعكس التقارب بين الشعبين، اللذين يجمعهما تطلعات مشتركة في مجالات الفن والفكر والإبداع.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على عدد من الشخصيات المصرية المتميزة التي تأثرت بالثقافة والتاريخ الفرنسي، كما يتجلى ذلك في أعمالهم الأدبية التي كتبوها بعد عودتهم من باريس.
أحد أبرز هؤلاء الشخصيات هو الشاعر الكبير أحمد شوقي، الذي التحق في سن مبكرة بكُتّاب الشيخ صالح، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ العديد من آيات القرآن الكريم. انتهى شوقي من دراسته الثانوية في سن الخامسة عشر وانتسب إلى كلية الحقوق، ثم سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية. وقد قام بترجمة قصائد فرنسية، مثل “البحيرة” للشاعر ألفونس دي لامارتين، وكتب قصائد تتحدث عن معالم فرنسا.
محمد حسين هيكل هو شخصية أخرى بارزة، حيث كان من أوائل الأدباء العرب الذين كتبوا الرواية، إذ ألف روايته الشهيرة “زينب” بعد عودته من فرنسا عام 1914. وُلد محمد حسين هيكل في قرية كفر غنام، وبعد أن درس القانون في فرنسا، شهد تأثراً كبيرًا بالأدب الفرنسي.
أما عميد الأدب العربي طه حسين، فقد تأثر بشدة بالأدب الفرنسي، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1919، حيث كان لأفكاره تأثير كبير في الثقافة الفرنسية، حيث تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى الفرنسية.
توفيق الحكيم، الكاتب المسرحي المعروف، أبدع في الأدب بعد أن سافر إلى فرنسا. حيث قضى هناك فترة من الوقت استكشفت خلالها فنه واهتمامه بالموسيقى.
رفاعة الطهطاوي، الذي سافر إلى فرنسا ضمن بعثة علمية عام 1826، بذل جهودًا كبيرة في تعلم اللغة الفرنسية، وعاد إلى مصر بعد خمس سنوات، ليصبح رائدًا في مجالات التعليم والترجمة.
عبد الرزاق السنهوري، الذي أسهم بشكل كبير في الفقه والقانون في مصر بعد دراسته في فرنسا، تأثر بالقانون الفرنسي وأدى دوره في صياغة الدساتير العربية.
وأخيرًا، يعتبر طلعت حرب من رواد الاقتصاد الوطني في مصر، حيث ساهمت ثقافته الفرنسية في تشكيل رؤيته الاقتصادية وتحرر الاقتصاد الوطني، حيث دعي لإقامة بنك مصري يخدم مصالح المصريين.
الشيخ مصطفى عبد الرازق أيضًا كان له أثر بارز، حيث درس في فرنسا وتولى عدة مناصب مهمة، مما جعله واحدًا من المجددين في الفلسفة الإسلامية.