أكد محللون سياسيون أردنيون أن القمة الثلاثية التي انعقدت في القاهرة، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمثل اختراقًا كبيرًا في الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والحرب على غزة والضفة الغربية. وشدد المحللون على أن جهود الرئيس السيسي وملك الأردن لا تتوقف في ظل الصمت العالمي المتعلق بهذه الانتهاكات.
وفي تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان، أشار المحللون إلى أهمية القمة في ظل التعقيدات الدولية الحالية، مؤكدين على ضرورة ضغط المجتمع الدولي للتفاعل مع جهود مصر والأردن لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
وصرح الدكتور قاسم عمرو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة البترا، أن القمة تأتي في وقت حساس مع تقسيم قوات الاحتلال لقطاع غزة، ومع استمرار محاولات التهجير المرفوضة من قبل مصر والأردن، مؤكدًا على ضرورة التحرك الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي وتقديم المساعدات للفلسطينيين.
وأشار عمرو إلى أهمية البيان الختامي للقمة الذي يؤكد على ضرورة المساعي الدولية، وخاصة الأميركية، لوقف العدوان، مشددًا على أن وقف إدخال المساعدات يمثل انتهاكًا للقوانين الدولية والإنسانية.
وأكد المحللون على ضرورة التعامل الدولي مع مخرجات القمتين: الثلاثية والطوارئ العربية التي عقدت في القاهرة، كخطة لحل الأزمة وإنهاء الاحتلال، مشيرين إلى ثقة الشارع العربي في جهود القادة العرب لوقف النزيف وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
من ناحيته، قال ياسين القيسي، المحلل السياسي والصحفي، إن الاتفاق بين مصر والأردن على ضرورة وقف العدوان والتأكيد على عدم قبول تهجير الفلسطينيين يمثل رسالة واضحة من القمة. وأوضح أن الدولتين تواجهان تحديات كبيرة نتيجة لموقفهما الثابت تجاه حقوق الفلسطينيين.
ولفت القيسي إلى أن الداعين للسلام، مثل مصر والأردن، يبذلون جهودًا مستمرة لمواجهة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، في ظل غياب الضغوط الدولية الفعالة لوقف العدوان الإسرائيلي.
بدورها، أكدت الدكتورة ليندا الكركي أن مخرجات القمة تعكس الثوابت المصرية والأردنية وضرورة وقف العدوان، مشيرة إلى أن دخول فرنسا على خط السلام يمثل خطوة مهمة لتحريك الموقف الأوروبي ضد هذه الحرب. ورأت أن القمة تفتح أفقًا للتنسيق بين الزعماء الثلاثة لتفعيل الضغط على الولايات المتحدة لوقف العدوان.
عُقدت القمة الثلاثية في القاهرة يوم الاثنين لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. كما شدد القادة على ضرورة تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار ومراعاة حقوق المدنيين وعمال الإغاثة.
عبر القادة عن قلقهم حيال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مؤكدين على ضرورة وقف الإجراءات التي تقوض فرص الحل السلمي. وقد دعوا إلى دعم خطة إعادة إعمار غزة، مع التأكيد على ضرورة أن تبقى الحوكمة تحت مظلة السلطة الفلسطينية بدعم إقليمي ودولي.
في ختام القمة، أعرب القادة عن استعدادهم للمساعدة في تحقيق السلام المستدام ودعم أي جهود تعزز من الاستقرار في المنطقة.
تعليقات