بدأت شبكة “فرنس إنفو” بالإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلق أمس الأحد زيارته الرسمية الرابعة لمصر، والتي تستمر ثلاثة أيام، وذلك بعد أسبوعين من استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. يلتقي ماكرون خلال الزيارة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويعتزم زيارة العريش قرب قطاع غزة الفلسطيني للتأكيد على التزامه المستمر بوقف إطلاق النار في غزة، كما أفاد قصر الإليزيه.
قدمت الشبكة الفرنسية تفاصيل حول القضايا الأساسية التي سيتم مناقشتها خلال هذه الزيارة الرسمية، والتي تُعقد قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين (الإسرائيلية والفلسطينية)، الذي سيترأسه إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وذكرت الشبكة أنه من المقرر أن يستقبل الرئيس السيسي نظيره الفرنسي اليوم، حيث سيتناول الجانبان “ضرورة” استئناف وقف إطلاق النار في غزة، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته البرية هناك. يعتزم ماكرون دعوة المجتمع الدولي إلى تجنب تدهور الوضع الإنساني في غزة، فضلاً عن المطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وأضافت “فرنس إنفو” أن الرئيسين المصري والفرنسي سيشاركان فيما بعد في قمة ثلاثية “رداً على حالة الطوارئ في غزة” مع الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي يُعتبر “شريك رئيسي” في جهود حل الصراع، بحسب قصر الإليزيه. ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها في بداية مارس الماضي، كبديل لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد أكد إيمانويل ماكرون في 20 مارس على دعم “الخطة الخاصة بغزة، التي وضعتها الدول العربية”، بينما تدعو باريس لتعزيز جوانب “الأمن” و”الحكم” ما بعد الحرب. وقد قوبلت الخطة برفض من إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يتوجه ماكرون غداً الثلاثاء إلى مدينة العريش، التي تبعد 50 كيلومتراً عن قطاع غزة، للتركيز على قضايا الغذاء هناك. توقف المساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية منذ الثاني من مارس عندما فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً إثر تعثر مفاوضات الهدنة، مما أدى إلى إغلاق المخابز بسبب نقص الغاز والدقيق.
في ميناء العريش، حيث تُعد نقطة انطلاق المساعدات إلى غزة، سيلتقي الرئيس الفرنسي بأفراد من المنظمات غير الحكومية الفرنسية والأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، وربما أيضاً بمستفيدين فلسطينيين من العمل الإنساني. سيؤكد ماكرون التزام فرنسا بمواصلة دعمها الإنساني لأهل غزة، كما سيدعو لإعادة فتح المعابر لتسليم المساعدات.
كذلك سيلتقي إيمانويل ماكرون بأفراد الدرك الفرنسي من بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح، ومن المقرر توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال الصحة مع مصر بحضور وزيرة الصحة كاترين فوتران. منذ بداية الحرب، ساهمت مصر في علاج الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة.
كما سيتوجه وفد من اتحاد أرباب العمل الفرنسي (Medef) إلى مصر، حيث تعمل حوالي 180 شركة فرنسية وتوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل، وفقاً لوزارة الاقتصاد. من المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاقيات جديدة في عدة مجالات، بما في ذلك النقل.
وقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأحد الرئيس التنفيذي لمجموعة ألستوم الفرنسية، هنري بوبارت لافارج، لمناقشة مشروع مترو القاهرة وإنشاء مجمع صناعي بالقرب من الإسكندرية، حسبما أفادت السلطات المصرية. كما تم الإعلان عن اتفاقيات أخرى في مجالات الصحة والطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة والتعاون الجامعي، بحسب وكالة فرانس برس.