أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تحمل أهمية خاصة لكلا البلدين، حيث تأتي في وقت حرج وحساس بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة والصراع القائم وتأثيره على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح السفير حجازي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، أن الزيارة تمثل خطوة دبلوماسية متقدمة، خصوصاً في ظل القمة الثلاثية المرتقبة التي ستجمع قادة مصر والأردن مع الرئيس الفرنسي لمناقشة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وأبرزها محاولات إسرائيل لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، إضافةً إلى البحث في الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة.
وأشار إلى أهمية البعد الثنائي للزيارة، حيث سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الفرنسي لمناقشة سبل تعزيز خطة إعادة بناء غزة التي رحبت بها فرنسا، بالإضافة إلى المؤتمر الدولي المزمع عقده في مصر هذا الشهر بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين، ومناقشة قضايا إدارة القطاع والأمن تمهيداً للمؤتمر الدولي الذي ستترأسه فرنسا والسعودية في الأمم المتحدة لمناقشة حل الدولتين في يونيو القادم.
وشدد السفير حجازي على أن هناك قضايا ملحة ستتناولها محادثات السيسي وماكرون، بما في ذلك الأوضاع في ليبيا والسودان ولبنان وسوريا، إلى جانب التعاون في مواجهة التحديات المرتبطة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن جدول أعمال الرئيس الفرنسي في مصر حافل، حيث بدأ بزيارة المتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى زيارته لجامعة القاهرة حيث سيلقي خطاباً مهماً ويشارك في ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.
كما أكد أهمية زيارة الرئيس ماكرون لمدينة العريش وميناءها القريب من معبر رفح، في رسالة تدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، فضلاً عن الدعوة لوقف إطلاق النار ولقاء مع عناصر من الهلال الأحمر المصري والقوات الفرنسية التي تعمل ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود.
ورأى السفير حجازي أن الرئيس الفرنسي يولي اهتماماً كبيراً بقضية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، مع دعوة إلى استعادة الهدوء والاستقرار ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التحرك الفوري للإفراج عن الرهائن.
كما أشار إلى توقع توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين في مجالات متعددة، وخاصة في مجالات النقل والصحة، بما في ذلك مذكرة تفاهم صحية جديدة تهدف إلى دعم علاج الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
واختتم السفير محمد حجازي بالإشارة إلى الوفد رفيع المستوى المرافق للرئيس الفرنسي في زيارته لمصر، موضحاً أن هذا الوفد، الذي يضم وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والصحة والنقل والبحث العلمي، يعد الأكثر أهمية في تاريخ العلاقات بين البلدين، ما يعكس المستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات المصرية الفرنسية ورغبة الجانبين في توسيع التعاون في مجالات مختلفة.
وأكد أن مصر تلعب، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم فرنسا، دوراً محورياً لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال وقف نزيف الدم الفلسطيني، وإحباط مخططات التهجير، واستعادة مسار يعيد الإعمار ويقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل، وهو الهدف الذي تتفق عليه كل من مصر وفرنسا.
تعليقات