أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا في الأسواق العالمية بينما ينكمش نشاط الأعمال في منطقة اليورو لأول مرة منذ 2025

انكمش نشاط الأعمال في منطقة اليورو بشكل غير متوقع خلال هذا الشهر، حيث واجه قطاع الخدمات المهيمن تراجعاً كبيراً في الطلب، بينما أظهر قطاع التصنيع علامات استقرار ملحوظة. وقد انخفض مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي الذي تعده شركة ستاندرد آند بورز غلوبال، والذي يعد مؤشراً مهماً للنمو، إلى 49.5 نقطة هذا الشهر بعد أن كان عند 50.4 نقطة في أبريل الماضي.

وفي سياق متصل، يُعتبر شهر مايو هو الأول الذي ينخفض فيه المؤشر عن مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش هذا العام، مما يتعارض مع توقعات استطلاع أجرته رويترز التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7 نقطة. وفي هذا الصدد، قال كبير الاقتصاديين في بنك هامبورغ التجاري سايروس دي لا روبيا: «يبدو أن منطقة اليورو لا تجد موطئ قدم لها، ومنذ يناير الماضي أظهر مؤشر مديري المشتريات الإجمالي أدنى بادرة نمو، وفي مايو انزلق القطاع الخاص فعلياً إلى الانكماش»

كما شهد مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات انخفاضاً من 50.1 نقطة إلى 48.9 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2024 وأقل بكثير من توقعات استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.3 نقطة. ومع تراجع الطلب مجدداً، تضاءل التفاؤل بين شركات الخدمات بشأن العام المقبل حيث انخفض مؤشر توقعات الأعمال من 55.1 إلى 54.0 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

من ناحية أخرى، أظهرت المصانع المزيد من علامات التعافي حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات تقريباً عند 49.4 من 49 نقطة متجاوزاً بقليل توقعات استطلاعات الرأي البالغة 49.3 نقطة وظل مؤشر يقيس الإنتاج ثابتاً عند 51.5 نقطة في أبريل.

جدير بالذكر أن بعض التحسن في الرقم الرئيسي قد يعود إلى خفض المصانع لأسعارها لدعم الطلب حيث انخفض مؤشر أسعار الإنتاج إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر عند 49.0 من 51.3 نقطة. وفي تعليق على ذلك قال دي لا روبيا: «يشهد قطاع التصنيع انتعاشاً واسع النطاق مع بوادر مشجعة من ألمانيا وفرنسا ومن شأن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة أن تعزز هذا الانتعاش كما أن انخفاض أسعار النفط مقارنةً بالعام الماضي يُسهم في ذلك»

وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة السابعة خلال عام الشهر الماضي وتنتظر الأسواق حالياً خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس لسعر الفائدة على الودائع ليصل إلى اثنين بالمئة في الخامس من يونيو المقبل.