أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية اليوم خدمات الاقتصاد الهندي تتألق في مايو رغم الضغوط التضخمية المتزايدة

رغم الضغوط التضخمية المتزايدة، تواصل الهند تقديم مفاجآت قوية للأسواق، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات المركب لشهر مايو قفزة ملحوظة مسجلاً أعلى قراءة له منذ أكثر من عام عند 61.2 نقطة، وفقاً لبيانات «إتش إس بي سي» و«ستاندرد آند بورز غلوبال» ويشير هذا الأداء إلى تجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى تباطؤ عند 59.5 نقطة، بينما سجل المؤشر في أبريل 59.7 نقطة، كما نقلت رويترز.

تأتي هذه القفزة نتيجة نشاط قوي في قطاع الخدمات الذي حقق بدوره أعلى مستوى له في 14 شهراً عند 61.2 نقطة مقارنة بـ58.7 في أبريل، بينما استقر نمو قطاع التصنيع عند 58.3 نقطة وفي نفس السياق، يُظهر المؤشر الذي يعتمد مستوى 50 نقطة كفاصل بين النمو والانكماش أن القطاع الخاص الهندي يواصل تسجيل نمو مستمر منذ نحو أربع سنوات، مما يعكس صلابة الطلب المحلي والخارجي على حد سواء.

يوضح برانجول بهانداري، كبير الاقتصاديين للهند لدى إتش إس بي سي، أن البيانات تشير إلى أداء اقتصادي قوي آخر هذا الشهر مضيفاً أن النمو في التوظيف لا سيما في قطاع الخدمات يعكس تفاؤلاً ملحوظاً بشأن الطلب المستقبلي ومن ناحية أخرى تأتي هذه المؤشرات بعد شهور من استقرار التضخم حيث أظهرت بيانات أبريل تباطؤاً في التضخم لمستويات لم تُسجل منذ ست سنوات مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الهندي قد يمضي في خفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الشهر المقبل إلى 5.75%.

ومع ذلك، مع تصاعد التكاليف الإنتاجية في مايو حيث سجلت أسعار المدخلات أعلى ارتفاع لها في خمسة أشهر تعود التساؤلات مجدداً بشأن مدى استدامة هذا الهدوء التضخمي جدير بالذكر أن النمو ليس فقط ما يلفت الانتباه بل تنوع مصادره وقوته؛ فالطلب على الخدمات لم يقتصر على السوق المحلية بل شمل أيضاً الصادرات التي سجلت أعلى مستوى لها منذ عام كما زادت الشركات توظيف العمالة إلى أعلى مستوى منذ بدء المسح في ديسمبر 2005 مدفوعة بهذه الطفرة في الطلب.

رغم ذلك تظل التحديات قائمة حيث ارتفعت أسعار البيع خاصة في قطاع التصنيع إلى أعلى مستوى منذ أواخر 2013 مما يكشف أن الشركات باتت تنقل عبء التكاليف إلى المستهلكين وبذلك تقدم الهند درساً مهماً حول كيفية قيادة النمو عبر الطلب المحلي والخارجي رغم ضغوط الأسعار لكن يبقى التحدي الأبرز هو كيفية الحفاظ على هذا الزخم دون إشعال فتيل تضخم جديد قد يُربك توجهات السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.

(رويترز).