أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية اليوم مع تعزيز استثمارات كيزاد للاقتصاد الإماراتي الجديد

في الوقت الذي تتنافس فيه الدول على توطين الصناعات وسلاسل التوريد، تبرز مجموعة كيزاد (مناطق خليفة الاقتصادية) كلاعبٍ محوري في تشكيل اقتصاد صناعي جديد في دولة الإمارات. وخلال مشاركته في الدورة الرابعة من معرض «اصنع في الإمارات»، أعلن نائب الرئيس لتطوير الأعمال الصناعية في مجموعة كيزاد، منصور المرر، عن أرقام واستراتيجيات تعكس عمق التحول الجاري في أبوظبي.

طفرة الاستثمارات الصناعية

أوضح منصور المرر أن المناطق التابعة لكيزاد تمكنت من استقطاب استثمارات صناعية تجاوزت قيمتها 20 مليار درهم خلال العام الماضي فقط، مشيراً إلى أن 50 في المئة من هذه الاستثمارات هي استثمارات أجنبية مباشرة. وتشمل هذه الاستثمارات مشاريع متنوعة في قطاعات الأغذية والصناعات الدوائية والطاقة والحديد والألومنيوم، إضافة إلى تقنيات مثل البلوكشين التي تدعم الصناعات الرئيسية.

وفي نفس السياق، يُظهر هذا النمو الكبير مدى اهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق الإماراتي وقدرته على جذب رؤوس الأموال. كما يعكس التنوع الكبير في القطاعات المستهدفة الجهود المبذولة نحو تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

63 مصنعاً جديداً في عام واحد

من أبرز مؤشرات النمو التي عرضها المرر هو دخول أكثر من 63 مصنعاً حيز الإنتاج منذ عام 2024 وحتى مايو 2025. وتوقع المرر أن يتراوح متوسط عدد المصانع الجديدة سنوياً بين 40 و50 مصنعاً، مما يترجم هذا النمو إلى حوالي 10 آلاف وظيفة مباشرة سنوياً، بالإضافة إلى آلاف الوظائف غير المباشرة المرتبطة بالخدمات اللوجستية والداعمة.

نمو سنوي

بحسب المرر، سجلت كيزاد حتى الآن نمواً سنوياً بنسبة 10 في المئة بالمساحات الصناعية المؤجرة، وهو ما يعادل أكثر من 4 كيلومترات مربعة سنوياً. تُخصص هذه المساحات لاستثمارات طويلة الأمد تسهم بشكل فعّال في نقل التكنولوجيا وتوطين المعرفة وخلق فرص العمل.

أبوظبي وجهة تنافسية عالمية

وأشار المرر إلى أن البيئة الاستثمارية في أبوظبي أصبحت أكثر جذباً بعد جائحة كورونا بفضل البنية التحتية المتقدمة والشبكات اللوجستية التي تربط كيزاد بموانئ رئيسية وخطوط السكك الحديدية (قطار الاتحاد). كما لعبت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الشاملة بين الإمارات وأكثر من 15 دولة دوراً مهماً في تسهيل وصول المنتجات المصنعة إلى أسواق تتمتع بقوة شرائية عالية.

دور كيزاد في الناتج غير النفطي

وأكد المرر أن المجموعة تسهم بشكل مباشر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدولة الإمارات عبر مؤشرات أداء واضحة يتم رصدها ومراجعتها سنوياً لضمان التوافق مع أهداف استراتيجية أبوظبي الصناعية واستراتيجية وزارة الصناعة «300 مليار». ما تقوم به كيزاد اليوم لا يقتصر على استقطاب الاستثمارات فحسب بل يتعداه لبناء شبكة إنتاج محلية متكاملة قادرة على تغذية الأسواق الإقليمية والعالمية مما يجعلها نموذجاً فاعلاً لدور المناطق الاقتصادية في دعم السيادة الصناعية وتعزيز النمو المستدام.

جدير بالذكر أنه مع استمرار تطور القطاع الصناعي ودعمه بالتكنولوجيا الحديثة والاستثمار الأجنبي المباشر، فإن مستقبل الاقتصاد الإماراتي يبدو واعدًا ويعزز مكانته كمركز صناعي رائد على مستوى المنطقة والعالم.