ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وتفاصيل حول المعادن النادرة كأداة قوية للصين في المفاوضات التجارية

في ظل هدنة تمتد لثلاثة أشهر في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، تواصل الصين تعزيز قبضتها على صادرات المعادن النادرة، مما يتيح لها الاحتفاظ بأداة ضغط رئيسية في المفاوضات المقبلة وسط تصاعد التنافس الاستراتيجي مع واشنطن.

ووفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في جنيف والذي يهدف إلى وقف الرسوم الجمركية مؤقتاً، تعهدت الصين بتعليق أو إزالة التدابير المضادة «غير الجمركية» التي فرضتها على الولايات المتحدة منذ الثاني من أبريل.

هذا التطور دفع الشركات الأميركية للبحث مجدداً عن مدى انطباق هذا التعهد على ضوابط التصدير الصينية لسبعة معادن أرضية نادرة ومنتجات مرتبطة بها، والتي تم فرضها كجزء من رد الصين على الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تعتبر المغانط المصنوعة من هذه المعادن الأرضية الثقيلة النادرة التي تسيطر عليها الصين جزءاً أساسياً من مجموعة واسعة من المنتجات بدءاً من أجهزة آيفون وصولاً إلى السيارات الكهربائية والطائرات F35 المقاتلة وأنظمة الصواريخ.

كما تُظهر البيانات أن الصين تمثل 61% من الإنتاج العالمي لمعادِن الأرض النادرة المُستخرجة، بينما تبلغ سيطرتها على مرحلة المعالجة نحو 92% وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

بعد عودته من محادثات التجارة في جنيف، سعى الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير إلى تهدئة المخاوف المحيطة بالصراع مع الصين، وفي مقابلة له مع قناة فوكس نيوز أكد أن الصين وافقت على رفع قيودها على تصدير المعادن النادرة كجزء من الهدنة.

وأشار غرير قائلاً: «نعم، لقد وافقت الصين على إلغاء تلك الإجراءات المضادة. إذا لم يفعلوا فسنعود إلى حالة الخلاف ولكنني أتوقع أنهم سيزيلون العوائق»

مع ذلك لا توجد دلائل تشير إلى أن الصين بصدد إزالة نظام الرقابة المفروض حديثاً على تصدير المعادن النادرة، بل يبدو أن السلطات الصينية تعزز التنفيذ وتُكثف الرقابة وفقًا لآراء خبراء ومطلعين في الصناعة.

النظام الجديد الذي طُبق في أبريل لا يحظر الصادرات بشكل قاطع ولكنه يتطلب موافقة حكومية لكل شحنة، وقد أسفر ذلك عن تأخيرات استمرت لأسابيع أثارت مخاوف العديد من الصناعات الأميركية مثل صناعة السيارات والدفاع.

وفي هذا السياق قال جون هيكاوي رئيس شركة ستورمكرو كابيتال للاستشارات الصناعية إن ما يقوله غرير قد يعكس آماله أكثر مما يعبر عن الواقع الفعلي للتفاوضات الجارية.

من جانبها قالت غريسلين باسكاران مديرة برنامج أمن المعادن الحيوية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن نظام تراخيص التصدير الصيني سيبقى وقد يستمر لفترة طويلة مما يسمح لبكين بالاحتفاظ بنفوذها خلال محادثات التجارة المستقبلية مع الولايات المتحدة.

تراخيص جديدة

بعد محادثات جنيف قامت وزارة التجارة الصينية بإزالة 28 شركة أميركية من قائمة مراقبة الصادرات و17 شركة أخرى من قائمة تقييد التجارة والاستثمار ولكن بكين لم تقم بأي تغييرات فيما يتعلق بضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغانط.

وفي مؤتمر صحفي دوري عقد يوم الجمعة الماضي أكدت متحدثة باسم وزارة التجارة الصينية أنها لا تملك معلومات لتشاركها حول إمكانية إلغاء ضوابط التصدير الحالية.

بدلاً من ذلك تشن السلطات الصينية حملة صارمة ضد تهريب المعادن الأساسية وهي فئة أوسع تشمل العناصر الأرضية النادرة منذ الثاني عشر من مايو وهو اليوم الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة والصين عن تخفيض الرسوم الجمركية.

في نفس اليوم غرد حساب تابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV) مؤكداً استمرار ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة الصينية .

كما بدأت الصين بالفعل إصدار تصاريح تصدير للمغانط الأرضية النادرة وهو ما يعتبره الخبراء دليلاً على فعالية نظام الترخيص الجديد وليس مجرد تخفيف للقيود القائمة حالياً .

صرحت شركتان صينيتان لإنتاج مغانط المعادن النادرة لشبكة CNN أنهما حصلتا مؤخراً على تراخيص لتصدير منتجات تحتوي على الديسبروسيوم والتيربيوم وهما عنصران يُضافان لزيادة مقاومة الحرارة في المغانط عالية الأداء المستخدمة في صناعات السيارات والفضاء والقطاعات العسكرية .

وفي ختام حديثه قال مصدر من إحدى الشركتين لشبكة CNN إنهم لم يتلقوا أي مؤشرات تدل على تخفيف إجراءات نظام مراقبة الصادرات الحالي .