أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا في الأسواق العالمية اليوم، وتجار الأغذية في بريطانيا يرحبون بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بينما يشعر الصيادون بالخيانة

رحّب باعة ومُنتجو الأغذية في بريطانيا، سواء الكبار أو الصغار، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي لتقليص الإجراءات البيروقراطية على الحدود مؤكدين أن الخطوة ستُسهم في خفض التكاليف وتسهيل حركة التجارة بين الجانبين.

فقد اتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي يوم الإثنين على تقليص كبير في الأوراق المطلوبة وعمليات التفتيش على المنتجات النباتية والحيوانية مع الالتزام في الوقت ذاته بالحفاظ على المعايير الغذائية العالية وذلك في إطار اتفاق أوسع لإعادة ضبط العلاقات الثنائية.

لكن بريطانيا قدّمت تنازلات في ملف حقوق الصيد حيث تم الاتفاق على أن يكون بمقدور السفن البريطانية والأوروبية دخول مياه الطرف الآخر لمدة 12 عاماً.

وكانت مغادرة بريطانيا للسوق الأوروبية الموحدة في عام 2021 قد دفعت الاتحاد الأوروبي إلى فرض قواعده الجمركية على الفور ما تسبب في تأخيرات بالموانئ وأدى إلى توقف بعض المصدرين البريطانيين عن البيع إلى دول الاتحاد.

ووفقاً لاتحاد الصناعات الغذائية والمشروبات فإن صادرات المملكة المتحدة من الأغذية والمشروبات إلى أوروبا تراجعت بمقدار الثلث منذ عام 2019.

في المقابل تأخرت بريطانيا كثيراً في تطبيق إجراءاتها الحدودية الخاصة بفترة ما بعد «بريكست» وبدأت في تنفيذ قواعد جديدة بشكل تدريجي بدءاً من يناير العام الماضي بعد تأجيلات متكررة وحالة من الغموض.

أندرياس جورجيو وهو مستورد لمنتجات غذائية فاخرة من صغار المنتجين في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان ويملك متجراً في جنوب غرب لندن وصف سنوات ما بعد «بريكست» بأنها «طويلة ومؤلمة» وقال إنه قد يذرف دموع الراحة بعد هذا الاتفاق.

وأضاف في حديثه لوكالة «رويترز»: «لقد كانت فوضى مطلقة، هذا الاتفاق سيساعد كثيراً أصحاب الأعمال الصغيرة»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تخفف من وقع زيادات الضرائب التي فرضتها حكومة حزب العمال مؤخراً

وتابع جورجيو أن بعض المنتجين الأوروبيين الذين توقفوا عن التصدير إلى المملكة المتحدة قد يعودون الآن إلى السوق البريطانية.

من جانبها أعربت إيفون يوه مديرة المبيعات في شركة «نيلز يارد ديري» المختصة بصناعة وتجارة الجبن الحرفي في لندن عن أملها في أن يؤدي الاتفاق إلى خفض التكاليف وتسريع عملية التوصيل وقالت لـ«رويترز» إن تكاليف العمالة الداخلية تضاعفت بعد «بريكست» وتكاليف النقل الخارجي زادت ثلاث مرات بينما أصبح الوقت المستغرق بين الطلب والتسليم ثلاثة أضعاف ما كان عليه.

كما رحّب كبار تجار التجزئة في بريطانيا بالاتفاق إذ وصف أليكس فرويدمان مدير قطاع الأغذية في شركة «ماركس آند سبنسر» الاتفاق بأنه يُلغي «البيروقراطية غير المجدية» بينما قالت هيلين ديكنسون المديرة التنفيذية لاتحاد تجارة التجزئة البريطاني والذي يمثل سلاسل كبرى مثل «تيسكو» و«سينسبري» إن الاتفاق سيوفر مزيداً من الاستقرار لسلاسل التوريد في قطاع التجزئة.

لكن قوبل الاتفاق المتعلق بملف الصيد بإدانة شديدة من قطاع الصيد البريطاني الذي اعتبر أنه تم التضحية به مقابل الحصول على شروط أفضل في مجالات أخرى.

ووصفت إلسبث ماكدونالد المديرة التنفيذية لاتحاد الصيادين الاسكتلنديين الاتفاق بأنه «عرض رعب» وخيانة للصيادين البريطانيين.