أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية اليوم وسط الانتخابات البرلمانية في البرتغال وتحديات الحكومة والاقتصاد

في ظل واقع سياسي يواجه فترات من الضعف والاضطراب المتكرر، عاد الناخبون البرتغاليون إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة خلال أقل من أربع سنوات، وسط توقعات بنشوء حكومة أقل استقراراً من سابقاتها في محاولة لتشكيل حكومة أكثر استقراراً بعد سلسلة من الأزمات السياسية التي أرهقت اقتصاد البلاد، وفقاً لما أفادت به وكالة رويترز.

تعكس الانتخابات الأخيرة التي جاءت بعد انهيار حكومة ائتلافية برئاسة لويس مونتينيغرو أزمات الثقة والشكوك التي تؤثر على المشهد السياسي في البرتغال، مما يثير تساؤلات حول قدرة البلاد على تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في المستقبل القريب.

جاءت هذه الانتخابات إثر تصويت حجب الثقة الذي شهدته حكومة التحالف الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو في مارس الماضي، وذلك بسبب اتهامات بوجود تعارض مصالح يتعلق بأعمال استشارية لأسرة رئيس الحكومة، وهو ما نفاه مونتينيغرو بشدة.

رغم حصول التحالف الديمقراطي على أعلى نسبة في استطلاعات الرأي تقدر بحوالي 32 في المئة، إلا أنه لا يزال غير قادر على تحقيق أغلبية برلمانية مطلقة في البرلمان المكون من 230 مقعداً، مما يضع البرتغال أمام احتمال استمرار الحكومات الأقلية أو اللجوء إلى تحالفات هشة، خاصة مع وجود قوى يمينية متطرفة مثل حزب «شيغا» الذي يحافظ على نسب تصويت مستقرة تقارب 18 في المئة.

من ناحية أخرى، تظهر استطلاعات الرأي صراعاً متقارباً مع الحزب الاشتراكي الذي يمتلك نحو 26 في المئة من الأصوات، ما يعزز حالة التجاذب والانقسام السياسي وينذر بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار قد تؤخر تنفيذ مشروعات استراتيجية مهمة مثل تطوير قطاع التعدين الخاص بالليثيوم وخصخصة شركة الطيران الوطنية «تاب».

جدير بالذكر أن نسبة الإقبال على التصويت تراجعت إلى أقل من 50 في المئة عند منتصف النهار، مما يعكس حالة من الإحباط والتعب الانتخابي بين المواطنين الذين شهدوا تكرار الانتخابات في السنوات الأخيرة دون تحقيق استقرار فعلي.

وفي نفس السياق، وجه الرئيس مارسيليو ريبيلو دي سوزا نداءً للمواطنين قائلاً: «إن هذه مرحلة صعبة ومليئة بعدم اليقين، والقرار في نهاية المطاف بيد الشعب»