ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وسط فائض أولي تاريخي واستثمارات خاصة تدفع الاقتصاد المصري نحو التحول

في أول زيارة رسمية له إلى مصر، التقى نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نايجل كلارك بوزير المالية المصري أحمد كجوك في اجتماع تم فيه تبادل رسائل طمأنة حول المسار الاقتصادي للبلاد، وذلك في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، حسبما أفادت وزارة المالية المصرية في بيان رسمي.

خلال اللقاء، أكد كجوك أن مؤشرات الاقتصاد المصري تسير في اتجاه تصاعدي، مشيراً إلى أن الأداء المالي خلال الأشهر العشرة الماضية أظهر تحسناً ملحوظاً في هيكل الاقتصاد مدعوماً ببرنامج إصلاح وطني شامل.

كما عرض الوزير الأرقام التي تعكس هذا التحسن حيث أعلن عن تحقيق مصر لأعلى فائض أولى في تاريخها الحديث بنسبة 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من يوليو حتى أبريل، وهو ما يُعتبر دليلاً على قدرة الدولة على إدارة ماليتها العامة بشكل منضبط وفعّال.

وفي هذا السياق، أشار كجوك إلى أن وزارة المالية تعتمد نهجاً متطوراً في إدارة السياسات المالية يستند إلى تحفيز النشاط الاقتصادي عبر مبادرات أكثر مرونة بدلاً من الحلول التقليدية.

وفي سياق متصل، أوضح نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي أن جهود تمكين القطاع الخاص بدأت تُظهر نتائج إيجابية حيث استحوذ القطاع الخاص على 60% من إجمالي الاستثمارات خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، مما يعد مؤشراً قوياً على استعادة ثقة المستثمرين المحليين.

من ناحية أخرى، كشف الوزير عن توقعات الحكومة بمردود كبير من حزمة التسهيلات الضريبية الأخيرة، مؤكداً أن الإصلاح الضريبي لم يعد مجرد إجراءات فنية بل أصبح رؤية شاملة تهدف إلى بناء الثقة مع الممولين ضمن إطار شراكة حقيقية ودعم فعلي لمجتمع الأعمال بعيداً عن أجواء الصدام أو الضغط.

جدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتي في وقت تخوض فيه مصر جولة جديدة من مفاوضات التعاون مع صندوق النقد وسط تطلعات محلية لاستكمال صرف الشرائح المتبقية من برنامج التمويل الحالي وتعزيز مساعي الحكومة لتحقيق الاستقرار المالي واحتواء التضخم وتحفيز النمو.