أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية اليوم، سولداني لـCNN الاقتصادية: الإمارات بوابة إيطاليا إلى آسيا وإفريقيا

وصف فاليريو سولداني، المفوض التجاري الإيطالي في الإمارات، خلال مقابلة حصرية مع «CNN الاقتصادية»، العلاقات بين إيطاليا والإمارات بأنها في عصرها الذهبي. وأشار إلى أن النمو الذي تحقق بين البلدين يتم بشكل أسرع مقارنة بالعام الماضي، حيث تظهر البيانات الرسمية الأولى الصادرة عن الجمارك لعام 2025 صموداً ملحوظاً وتسارعاً كبيراً في حجم وقيمة الصادرات. وأكد سولداني أن هذا يمنحهم توقعات إيجابية للعام المقبل، حيث من المتوقع رؤية المزيد من المنتجات الإيطالية على الرفوف وحضور أقوى للشركات الإيطالية التي تستورد شحنات جديدة إلى الإمارات.

وفيما يتعلق بالأرقام الواعدة، أفاد بأن صادرات “صُنع في إيطاليا” إلى الإمارات حققت مراحل قياسية وسجلت نحو 7.8 مليار يورو عام 2024، أي بزيادة تقارب 20% محققة فائضاً تجارياً بنحو 6 مليارات يورو، وهو ما يُعدّ الأعلى بين الدول الأوروبية. هذه الأرقام تعزز مكانة إيطاليا في الخليج عبر نهج يجمع التكنولوجيا المتقدمة والحرفية العالية والاستدامة الذكية.

كما ذكر أن قيمة الاستثمارات الإيطالية في الإمارات تجاوزت عتبة 1.2 مليار دولار وفق البيانات الرسمية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم بالنمو بفضل الفرص التي توفرها دولة الإمارات للشركات الراغبة في تأسيس وجود فعلي هناك.

من الجدير بالذكر أن اسم إيطاليا يرتبط تقليديًا بالفيراري والطعام والموضة والأثاث المعروفة باسم الـ3F’s، لكن القوة الرابعة التي يجب تسليط الضوء عليها هي الماكينات والتكنولوجيات الصناعية القائمة على الابتكار والاستدامة كما أوضح سولداني. وشرح كيف تتجاوز صادرات التكنولوجيا الصناعية الإيطالية الصناعات التقليدية لتشمل الزراعة الدقيقة وإدارة المياه باستخدام الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد.

وفقًا للأرقام التي قدمها سولداني، تجاوزت صادرات التكنولوجيا الصناعية الإيطالية 1.5 مليار يورو، وتشمل آلات متقدمة وروبوتات صناعية وحلول ذكية للطباعة ثلاثية الأبعاد وإدارة المياه بالطاقة والذكاء الاصطناعي محققة نمواً بنسبة 26% بينما حققت الموضة نمواً بنسبة 30%. وفي ظل المنافسة الشديدة مع المنتجات الصينية، تتميز الشركات الإيطالية بتقديم حلول متكاملة وليس مجرد معدات فقط.

ولم تعد إيطاليا مجرد مصدر بل أصبحت شريكًا أساسيًا في الثورة الصناعية القادمة والتي تندرج ضمن رؤية الإمارات لتعزيز الصناعة والتنويع الاقتصادي. فالشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية تصدر خبرتها إلى الإمارات عبر تقنيات معالجة مياه الرخام ودمج البقايا في صناعة الماكياج وصولاً إلى زراعة الأرز الجافة الخالية من الميثان بالإضافة إلى حلول تُستخدم فعليًا في مشاريع حاصلة على شهادات LEED Platinum.

وتعتبر إيطاليا ثاني أكبر اقتصاد صناعي في أوروبا وتحصل على 38% من طاقتها الصناعية من مصادر متجددة وتتصدر أوروبا في تطبيق الاقتصاد الدائري داخل المصانع. هذه العوامل جميعها عززت حضور إيطاليا في المنطقة كما أفاد المفوض التجاري.

وتتمثل أبعاد هذه الرؤية أيضاً من خلال عمل وكالة التجارة الإيطالية ITA التي نظمت نحو 50 فعالية ونحو 16 حدثًا تجاريًا العام الماضي بهدف توثيق العلاقات التجارية بين الشركات الإيطالية ونظيراتها الإماراتية عبر زيارات متبادلة للتعرف ليس فقط على المنتجات ولكن أيضًا على ثقافة التصنيع والمصانع الإيطالية.

وشدد سولداني على أن “صُنع في إيطاليا” لم يعد مجرد منتج بل تجربة تطورها وكالة التجارة الإيطالية عبر شراكات استراتيجية مع كبريات شركات التجزئة المحلية مثل Waitrose وSpinneys وLevel Shoes والتي عززت حضور المنتجات الإيطالية رقمياً وعلى الرفوف. وكشف المفوض التجاري عن التفاوض بشأن المزيد من الشراكات التي تستهدف جيل رقمي شاب يبحث عن الذوق والجودة وليس السعر فقط.

وأشار سولداني إلى أن الإمارات لم تعد مجرد سوق نهائي بل قاعدة توزيع استراتيجية حيث ترافق الوكالة الشركات الإيطالية منذ المراحل الأولى بدءًا من التدريب وحتى التصدير والتوسع الإقليمي انطلاقاً من الإمارات كمركز تجاري مهم وبوابة لإيطاليا نحو آسيا وإفريقيا.

ورأى سولداني أن الفرصة القادمة تكمن في صناعة الطيران والفضاء حيث تشير الالتزامات الخليجية المتزايدة التي تتجاوز قيمتها 150 مليار دولار حتى عام 2040 إلى مستقبل مشترك للإبداع والبحث والتصنيع المتقدم, وقد بدأت الشركات الايطالية بالفعل بوضع الخطط مدعومة بخبرة الجامعات ومراكز الابتكار الصناعي هناك.

تنشط إيطاليا أيضًا آليات مترابطة لحماية علامة “صُنع في إيطاليا” وذلك عبر آليات مكافحة التقليد أو التزوير بالإضافة لإنشاء منصة TrackIT وهي سجل رقمي قائم على البلوك تشين يتتبّع كل خطوة ضمن سلسلة التوريد. ومع ذلك، كما يوضح المفوض التجاري فإن “صُنع في إيطاليا” لا يمثل نظام ملصقات فحسب بل هو عقلية تنتقل عبر الأجيال خاصةً بالمناطق مثل Motor Valley حيث وُلدت علامات مثل الفيراري ولامبورغيني ودوكاتي مما يجعل المنتج ليس فقط مُنتجًا بل رمزًا للعراقة والثقافة والمعرفة والخبرات المتوارثة.