أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية اليوم وسط انهيار مفاجئ لشركة كبرى في مؤشر داو جونز

تواجه شركة «يونايتد هيلث غروب»، التي تُعتبر واحدة من أكبر الشركات الأمريكية وعضواً في مؤشر «داو جونز الصناعي»، أزمة غير مسبوقة أدت إلى تراجع كبير في ثقة المستثمرين وانهيار في سعر أسهمها.

بلغت الأزمة ذروتها هذا الأسبوع مع إعلان الرئيس التنفيذي أندرو ويتي عن استقالته المفاجئة، حيث أشار إلى «أسباب شخصية» بينما تخلّت الشركة عن توقعاتها المالية، مبرّرة ذلك بارتفاع تكاليف الرعاية الصحية بشكل غير مسبوق.

وفي نفس السياق، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشركة تخضع لتحقيق جنائي فيدرالي يتعلق باحتمال تورطها في احتيال ببرنامج «ميديكير».

خسائر ضخمة وثقة مهزوزة.

أثارت هذه التطورات صدمة كبيرة داخل الأوساط الاستثمارية، حيث فقدت أسهم شركة «يونايتد هيلث» نصف قيمتها خلال شهر واحد فقط، ما يعادل نحو 288 مليار دولار. كما انخفض سعر السهم يوم الخميس إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2020، والذي كان خلال ذروة جائحة كورونا.

ويُعتبر هذا التراجع تحولاً دراماتيكياً في مسيرة شركة تُعد من بين أقوى الكيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأكبر شركة تأمين صحي في البلاد.

وتأتي هذه الأحداث بعد مرور ستة أشهر فقط على مقتل بريان طومسون، أحد كبار التنفيذيين بالشركة، في حادث إطلاق نار بميدان مانهاتن الذي أثار ضجة دولية وسلَّط الضوء على التوتر الشعبي المتزايد تجاه صناعة الرعاية الصحية.

تحقيقات جنائية ومخاوف حكومية.

ذكرت وول ستريت جورنال أن وحدة مكافحة الاحتيال بوزارة العدل تحقق في احتمال تورط الشركة في احتيال متعلق بخدمات «ميديكير»، ورغم عدم وضوح طبيعة التهم بدقة، وصفته الشركة بأنه «غير مسؤول للغاية».

وقالت «يونايتد هيلث» في بيان نُشر على موقعها الرسمي: «لم نتلقَّ أي إخطار رسمي من وزارة العدل بشأن التحقيق الجنائي المزعوم الذي ورد ذكره دون مصدر رسمي». وأكدت الشركة أنها تتمسك بسلامة برنامج ميديكير أدفانتج الخاص بها. وفي المقابل، رفضت وزارة العدل التعليق على التقرير

استقالة مريبة وعودة مألوفة.

يشير جيفري سوننفيلد، مؤسس معهد قيادة الرؤساء التنفيذيين بجامعة ييل، إلى أن توقيت الاستقالة وطبيعتها تعكسان فقدان مجلس الإدارة الثقة بالرئيس التنفيذي بسرعة كبيرة. وأضاف: «الوصف بـ(أسباب شخصية) هو مجرد غطاء لانهيار مذهل… يبدو أنه أُجبر على الرحيل»

وقد أعادت الشركة تعيين رئيسها التنفيذي السابق ستيفن هيمسلي الذي ترأس الشركة بين عامي 2006 و2017 ليقود المرحلة الانتقالية. ورغم إشادته بأداء ويتي خلال واحدة من أصعب الفترات التي قد تمر بها أي شركة، فإنه لم يُخفِ خيبة أمله قائلاً: «إلى جميع الأطراف المعنية بمن فيهم الموظفون والمساهمون أُعرب عن بالغ أسفي واعتذاري عن التراجع في الأداء نتيجة تحديات داخلية وخارجية»

وحظيت عودة هيمسلي بدعم واسع من المحللين الذين وصفوه بأنه الشخص الأنسب لتولي القيادة خلال هذا الوقت الحرج. كما اعتبرت مورغان ستانلي أنه قائد يمكنه إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بينما وصفه محللو UBS بأنه اليد الثابتة القادرة على إعادة الشركة إلى المسار الصحيح.

تحديات هائلة أمام الرئيس الجديد.

رغم ذلك فإن التحديات التي تنتظر هيمسلي ليست سهلة إذ تواجه الشركة رقابة متزايدة من عدة جهات فدرالية. وأشارت تقارير سابقة إلى أنها تخضع بالفعل للعديد من التحقيقات والمراجعات الروتينية والخاصة من قبل وزارة العدل وهيئة الضرائب ووزارة العمل وهيئة الأوراق المالية والبورصات.

كما أدى تخلي الشركة عن توقعاتها المالية للعام 2025 إلى تفاقم قلق المستثمرين حيث قام بنك أوف أميركا يوم الثلاثاء بخفض تصنيف سهم الشركة من شراء إلى محايد محذراً من أن استعادة الثقة قد تستغرق سنوات عديدة.