ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وسط تحديات الشركات الأوروبية في ظل ضبابية المستقبل خلال فترة ترامب

على الرغم من أن الشركات حققت أرباحاً قوية في الربع الأول، ووسط الهدنة التجارية المبرمة حديثاً، لا يزال المستثمرون الأوروبيون يواجهون حالة من عدم اليقين المستمر.

وفقاً لمؤشر مجموعة بورصات لندن، ارتفعت أرباح الشركات الأوروبية في الربع الأول بنسبة 1.9 في المئة مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، مما يمثل نمواً للربع الرابع على التوالي، وإذا تم استبعاد قطاع الطاقة، فإن معدل ارتفاع الأرباح سيصل إلى 7.3 في المئة.

ومع ذلك، فإن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وعدم اليقين الاقتصادي قد أثرا بشكل كبير على بيانات الشركات، حيث حذرت بعض الشركات من تأثير قوة اليورو على قدرتها على التصدير وبالتالي الإيرادات.

عدم اليقين

لقد ألقت خطط ترامب للرسوم الجمركية بظلالها على الأرباح، حيث اختارت معظم الشركات الاحتفاظ بتوقعاتها كما هي أو إلغائها تماماً رغم البداية القوية للأعمال.

وفي هذا السياق، قال ماجيش كومار شاندراسيكاران، استراتيجي الأسهم في باركليز: “آخر مرة شهدنا فيها هذه الحالة من عدم اليقين وضعف الرؤية كانت في بداية جائحة كوفيد-19”

على الرغم من الأداء الأفضل من المتوقع الذي تجاوزت فيه أكثر من 60 في المئة من الشركات التقديرات السابقة للأرباح، إلا أن تقديرات الأرباح للعام بأكمله تم تخفيضها منذ اندلاع حرب ترامب التجارية.

من ناحية أخرى، أشار كيفن ثوزيت، عضو لجنة الاستثمار في كارمينياك إلى أنه سيكون من الصعب التنبؤ بأداء الشركات لبقية العام نظراً للتطورات الكبيرة التي حدثت منذ نهاية الربع الأول.

عقاب فوري

وفقاً لغولدمان ساكس، انخفض سعر أسهم الشركات التي أعلنت عن نتائج دون التوقعات بنسبة 2 في المئة في المتوسط وهو الانخفاض الأكثر حدة خلال السنوات العشر الماضية.

صرح مارتن جيردينك، رئيس فريق الأسهم الأوروبية بغولدمان ساكس لإدارة الأصول بأن العديد من الشركات قامت بتسريع عملياتها خلال الربع الأول نتيجة لانعدام اليقين بشأن الربع الثاني لذلك لا يزال العاملون في السوق يتوقعون احتمالات هبوط أكثر مما أثر سلباً على أداء السوق.

اليورو القوي

لم تكن مخاوف الشركات مقتصرة فقط على الرسوم الجمركية بل دقت ناقوس الخطر بشأن القوة غير المتوقعة لليورو حيث تجنب المستثمرون الأصول الدولارية بعد حملة ترامب التعريفية.

ارتفعت العملة الموحدة بنحو 10 في المئة مقابل الدولار منذ أدنى مستوى لها في فبراير ورغم تراجعها قليلاً منذ تعليق الرسوم الجمركية الأميركية الصينية إلا أنها لا تزال مرتفعة وهذا يمثل مشكلة كبيرة بالنظر إلى أن نحو 60 في المئة من إيرادات الشركات المدرجة ضمن مؤشر ستوكس 600 الأوروبي تأتي من خارج الكتلة.

“رسوم جمركية وعملة أقوى تمثل ضربة مزدوجة للمصدرين” كما صرح شاندراسيكاران من باركليز.

 ومن بين الشركات التي أشارت إلى تحركات العملة كعبء وعامل معاكس للعام المقبل توجد أكبر شركات أوروبا مثل ساب وميونيخ ري وباير وبريسميان ويونيليفر ولوريال.

البنوك آمنة

 نجحت أرباح البنوك إلى حد كبير في مواجهة تقلبات السوق الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية وتجاوزت العديد منها التوقعات خلال الربع الأول بل جددت الالتزام بتحقيق توقعاتها لعام 2025 وهو ما يعد اختلافاً واضحاً عن الحذر السائد لدى معظم القطاعات الأخرى.

 حتى بعد خفض أسعار الفائدة لا يزال قطاع البنوك يحظى بشعبية لدى المستثمرين حيث تتداول أسهم القطاع بأسعار منخفضة مقارنة بالعائد منها مما يعني ترجيح استمرار ارتفاع الأسعار حتى بعد زيادة أسعار أسهم البنوك بنسبة 28% هذا العام.

 وفقاً لاستطلاع مديري الصناديق الأوروبيين الذي أجراه بنك أوف أميركا استعادت البنوك مكانتها كأكثر القطاعات ثقلاً في السوق هذا الشهر ومن المتوقع أن تكون الأسهم المالية الأفضل أداءً هذا العام.

تراجع «الطاقة»

 شهد سبعة من القطاعات الرئيسية العشرة التي يتتبعها مؤشر مجموعة بورصات لندن نمواً بالأرباح مقارنةً بالربع الأول من عام 2024 لكن قطاع الطاقة لم يكن ضمن هذه القائمة حيث سجل انخفاضًا بنسبة 28% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 قال جيردينك رئيس فريق الأسهم الأوروبية بغولدمان ساكس: “لقد انخفض سعر النفط بسبب تراجع النشاط الاقتصادي وإنتاج أوبك كان أعلى بكثير مما كان متوقعًا”

 وانخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات الشهر الماضي بسبب المخاوف المتعلقة بانخفاض الطلب عقب رسوم ترامب الجمركية لكنها انتعشت قليلاً مع انحسار التوترات التجارية.