أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية اليوم مع مستقبل الأصول الرقمية تكنولوجيا تتكامل بدلاً من أن تحل محلها

في ظل تسارع الابتكار في القطاع المالي العالمي، تبرز دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد لتجارب الأصول الرقمية، حيث يزداد الاهتمام بتقنية الترميز (Tokenization) والعملات المستقرة، وهذا ما أكده ر. فيفيك، رئيس قسم المنتجات والمنصات المالية في مجموعة تاتا، خلال مقابلة له مع «CNN الاقتصادية» على هامش مشاركته في فعالية HODL التي أقيمت مؤخراً في دبي.

فيفيك أكد أن مستقبل الأسواق المالية لا يعتمد على استبدال الأنظمة التقليدية، بل يتطلب بناء منظومة هجينة تتكامل فيها الأصول الرقمية مع البنية القائمة لأسواق الأسهم والدخل الثابت، مشيراً إلى أن التعايش بين هذين العالمين سيولد أكبر الفرص خاصة إذا تم دعمه بمنظومات متطورة لرصد الاحتيال ومكافحة غسل الأموال وإدارة المخاطر.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن الإمارات تعد نموذجاً متقدماً في هذا التوجه، لافتاً إلى النقاش الذي دار حول العملات المستقرة المدعومة بالدرهم الإماراتي، حيث قال إن “وجود عملة رقمية مستقرة مرتبطة بعملة محلية قوية مثل الدرهم يوفر استخداماً عملياً للعملات الرقمية دون تقلبات حادة ويمنح السوق ثقة أكبر”.

هذا الاتجاه لا يعزز فقط الاستقرار المالي في بيئة رقمية بل يشكل أيضاً عاملاً رئيسياً يدعم تبني العملات الرقمية على نطاق أوسع في المنطقة، مما يجعل الإمارات تتبوأ موقع الريادة ضمن خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي.

وتناول فيفيك ثلاثة محاور رئيسية لاعتماد الأصول الرقمية: الأول يتعلق بطبيعة العملة الرقمية ومدى استقرارها وهو ما توفره العملات المستقرة المدعومة بالدرهم، الثاني يرتبط بترميز الأصول مثل العقارات أو الأعمال الفنية مما يتيح للمستثمرين الأفراد امتلاك حصص رقمية من أصول كبيرة. أما المحور الثالث فهو تطوير البنية التحتية الرقمية وربطها بإطار رقابي صارم لتعزيز الثقة والاستدامة

رؤية فيفيك التي تستند إلى خبرته في قيادة التحول الرقمي داخل مجموعة تاتا تضع الإمارات في قلب المعادلة الجديدة للأسواق المالية كدولة تبني جسوراً بين التقليدي والرقمي وتستعد لتكون أحد اللاعبين الرئيسيين في اقتصاد المستقبل.