ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع خصم 15% لسفن الحاويات في قناة السويس لتعويض تراجع الإيرادات

أعلنت هيئة قناة السويس عن تقديم خصم بنسبة 15 في المئة على رسوم عبور سفن الحاويات العملاقة، التي تتجاوز حمولتها الصافية 130 ألف طن، سواء كانت محملة أو فارغة. يُطبق هذا التخفيض اعتباراً من 15 مايو 2025 ولمدة 90 يوماً، حيث تهدف المبادرة إلى دعم ملاك الحاويات العملاقة الذين تأثروا بارتفاع أقساط التأمين على العبور البحري، وتشجيع الخطوط الملاحية الكبرى لاستئناف مرورها عبر القناة.

وفي سياق متصل، التقى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع بالسفير الإيطالي بالقاهرة ميكيلي كوروني لمناقشة سُبل التعاون في مجالات السياحة البحرية وصيانة وإصلاح السفن. تسعى الهيئة لتعزيز موقعها كممر دولي رئيسي للتجارة العالمية من خلال فتح شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات البحرية الدولية.

جدير بالذكر أن الفريق أسامة ربيع أكد أن الهيئة تتبنى استراتيجية طموحة لتطوير الخدمات البحرية واللوجستية المقدمة لعملائها، مع التركيز على بناء علاقات تعاون مع الشركاء الأوروبيين، وعلى رأسهم إيطاليا. وأوضح ربيع أن القناة تعمل بمرونة لمواجهة التحديات الناتجة عن الأوضاع الأمنية المتوترة في البحر الأحمر، مشيراً إلى أهمية التواصل الفعّال مع العملاء الدوليين لتلبية احتياجاتهم والحفاظ على انسيابية سلاسل الإمداد بين الشرق والغرب.

من جانبه، أبدى السفير الإيطالي اهتماماً خاصاً بتعزيز التعاون البحري مع الهيئة، مشيراً إلى رؤية بلاده لقناة السويس كمحور استراتيجي لحركة التجارة العالمية. كما أعرب عن أمله في عودة معدلات الملاحة في القناة إلى مستوياتها الطبيعية قريباً، مثمناً جهود مصر في تهدئة الأوضاع بالبحر الأحمر وتبني الحلول السلمية لحل النزاعات.

وأعرب السفير عن رغبة بلاده في تفعيل التعاون مع قناة السويس في مجالات بناء الوحدات البحرية وصيانة السفن. كما أكد اهتمام الجانب الإيطالي بتعزيز السياحة البحرية عبر القناة، وتشجيع عبور اليخوت الإيطالية من السويس والرسو في مراينها السياحية بدلاً من الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح؛ مما يوفر الوقت والتكلفة.

تضمن اللقاء أيضاً جولة تفقدية للسفير كواروني في متحف قناة السويس ومارينا اليخوت بمحافظة الإسماعيلية حيث أبدى إعجابه بالتطورات السياحية والمرافق البحرية الحديثة التي تقدمها الهيئة.

مبادرات سابقة من قناة السويس

لم تكن هذه المبادرة هي الأولى هذا العام؛ ففي يونيو 2024 مدّدت هيئة القناة العمل بالتخفيضات على رسوم عبور عدة فئات من السفن حتى نهاية العام. شملت تلك القرارات تخفيضات للناقلات والسفن التجارية العابرة بين آسيا وأوروبا وأميركا وإفريقيا؛ وذلك ضمن جهود الحفاظ على تنافسية القناة عالمياً.

كما شهدت الأشهر الماضية مطالبات من الشركات الملاحية العالمية بتقديم حوافز مؤقتة للسفن الكبيرة والطويلة المسار نظراً للاختلالات الأمنية الحالية في البحر الأحمر. وقد صرح رئيس الهيئة أسامة ربيع بأن إمكانية خفض الرسوم بنسبة تتراوح بين 12 و15 بالمئة قيد الدراسة لتشجيع حركة الملاحة عبر الممر المصري.

يتزامن هذا التخفيض مع الضغوط المتزايدة على ممر السويس نتيجة التوترات الأخيرة؛ فقد دفعت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر بعض شركات الشحن إلى تحويل مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور بالقناة. كما شهدت تكاليف التأمين ارتفاعًا كبيرًا للسفن العابرة لهذه المنطقة.

وقد انعكس ذلك بشكل واضح على الأرقام؛ إذ انخفضت إيرادات قناة السويس إلى 880.9 مليون دولار خلال الربع الأخير من عام 2024 مقارنة بـ2.40 مليار دولار بنفس الفترة من عام 2023. يُعتبر ريع القناة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، لذلك يسعى القرار الحالي لتحفيز حركة العبور وتعويض جزء من هذه الخسائر.

بالنظر إلى البدائل المتاحة تظل قناة السويس الطريق الأقصر والأكثر اقتصادية بين آسيا وأوروبا مقارنة بعبور إفريقيا. ومع ذلك كان لبعض السفن تردد واضح بشأن العودة للمسار التقليدي تحت وطأة المخاطر الأخيرة التي تواجهها منطقة البحر الأحمر.