ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وسط تصريحات الرئيس الصيني حول الحروب التجارية

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح قمة منتدى الصين-سيلاك (CELAC) في بكين، بحضور رؤساء دول من البرازيل وكولومبيا وتشيلي، حيث أكد شي على أنه “لا يوجد منتصر في الحروب التجارية أو الجمركية” مشيراً إلى أن العالم يمر بتغيرات غير مسبوقة منذ قرن، وأن التعاون بين الدول أصبح ضرورة لا خياراً.

توصلت أميركا والصين قبل أيام إلى اتفاق يقضي بخفض كبير ومؤقت في الرسوم الجمركية بين الطرفين لمدة 90 يوماً، بعد أكثر من عام من تبادل العقوبات الجمركية التي وصلت نسبها إلى 145 في المئة من الجانب الأميركي و125 في المئة من الجانب الصيني، ما ألحق ضرراً ملحوظاً بسلاسل الإمداد والتجارة العالمية.

يقضي الاتفاق بتخفيض الرسوم الأميركية إلى 30 في المئة بدلاً من 145 في المئة، مقابل خفض صيني إلى 10 في المئة فقط.

على الرغم من قرار واشنطن بالإبقاء على رسوم إضافية بنسبة 20 في المئة تتعلق بمادة الفنتانيل، فإن الصين ردّت بالإبقاء على إجراءات مضادة موازية لكنها علّقت بقية إجراءاتها غير الجمركية.

شي يستثمر الفرصة

استغل شي القمة لإعادة التأكيد على مكانة الصين كحليف تنموي لأميركا اللاتينية، معلناً عن تقديم خطوط تمويل بقيمة 66 مليار يوان (نحو 9.2 مليار دولار) لدعم المشاريع التنموية في دول سيلاك. وستكون هذه التمويلات مقوّمة باليوان، مما يعكس خطوة تهدف إلى توسيع استخدام العملة الصينية عالمياً وتقليل الاعتماد على الدولار.

“الاستقلال والتنوع الاقتصادي من تقاليدنا العريقة”، هكذا قال شي مشدداً على أهمية “العدل والإنصاف” لمواجهة ما وصفه بـ”مد الأحادية والحمائية المتزايدة”.

مؤشرات لمرحلة جديدة

تعكس تصريحات شي وتحركات بكين نحو أميركا اللاتينية تحولاً في التوازنات الجيو-اقتصادية. وفي وقتٍ تحاول فيه واشنطن إعادة تموضعها العالمي وسط تصاعد التوتر مع روسيا في أوكرانيا والشرق الأوسط، تواصل بكين ترسيخ نفوذها التجاري والمالي عبر بناء شبكة تحالفات تمتد من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا وجنوب شرق آسيا.

لا تبدو الهدنة الأميركية الصينية سوى استراحة مؤقتة في حرب أعمق على النفوذ العالمي، حيث يستخدم شي جينبينغ هذه الفرصة لإعادة رسم خطوط التحالف والتأثير بعيداً عن “البلطجة” كما وصفها وباليوان بدلاً من الدولار.

جدير بالذكر أن هذا التحول يأتي وسط دعوات متزايدة لتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي وتخفيف التوترات التجارية التي أثرت سلباً على الاقتصاد العالمي بشكل عام وتجارة السلع بشكل خاص.

(بقلم نكتار غان، CNN).