أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا في الأسواق العالمية وول ستريت تسجل قفزة بعد تقدم في المحادثات التجارية بين أمريكا والصين

قفزت الأسواق المالية بشكل جماعي صباح الاثنين، مدفوعةً باتفاق مفاجئ بين واشنطن وبكين لخفض الرسوم الجمركية، مما يشير إلى هدنة فعلية في الحرب التجارية التي أثرت سلباً على الأسواق خلال الأسابيع الماضية.

يشتمل الاتفاق الجديد، الذي سيدخل حيز التنفيذ لمدة 90 يوماً، على تقليص الولايات المتحدة للرسوم الإضافية المفروضة على الواردات الصينية منذ أبريل نيسان من هذا العام من 145% إلى 30%، بينما ستقوم الصين بخفض تعريفاتها على المنتجات الأميركية من 125% إلى 10%.

هذا التراجع يعكس تغييراً جذرياً عن النهج التصعيدي الذي اتبعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي أعلن في الثاني من أبريل نيسان ما أطلق عليه “يوم التحرير”، حين فرض تعريفات متبادلة على الشركاء التجاريين الرئيسيين.

واستجابت الأسواق بقوة لهذا الخبر، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الآجل بنحو 1,007 نقاط، أي بنسبة 2.44%، بينما قفز مؤشر أس آند بي 500 بنسبة 2.98%، وصعد ناسداك بنسبة 3.89% بفضل المكاسب الكبيرة في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.

في هذا السياق، شهد عملاق الرقائق “إنفيديا” ارتفاعاً بنسبة 4.4%، كما قفزت تسلا بنسبة 8%، وعززت أبل مكاسبها بنسبة 6.2% بعد تقارير تفيد بنيتها رفع أسعار أجهزة آيفون الجديدة هذا الخريف.

أيضاً ارتفعت أسهم آيه أم دي “AMD” و”مارفل” بنسبتي 6.4% و8.1% على التوالي.

ولم يقتصر الزخم الإيجابي على قطاع التكنولوجيا فقط بل امتد أيضاً إلى قطاع الطاقة مع ارتفاع أسعار النفط بنحو 4%، مما دعم أسهم “شيفرون” و”إكسون موبيل” بأكثر من 2% لكل منهما.

ويأتي هذا الاتفاق بعد أيام قليلة فقط من توقيع اتفاق تجاري محدود بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما خفف المخاوف بشأن احتمال حدوث كساد عالمي نتيجة الرسوم المتبادلة.

حتى إغلاق جلسة الجمعة الماضية، كانت المؤشرات الأميركية قد استعادت تقريباً كل خسائرها منذ بداية أبريل نيسان بدعم من نتائج أرباح قوية وتراجع لهجة ترامب التصعيدية.

من ناحية أخرى، تراجعت أسهم شركات الأدوية الكبرى بعدما أعلن ترامب عن نيته خفض أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى 59% لتتماشى مع مستويات الأسعار في الدول الغنية.

خسرت شركتا “فايزر” و”جونسون آند جونسون” أكثر من 2% بينما تراجعت “إيلاي ليلي” بـ3.4%.

هذا الأسبوع يحمل مجموعة من المؤثرات الاقتصادية التي قد تعيد تشكيل التوقعات النقدية إذ يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الاستهلاكي يوم الثلاثاء المقبل يليها أرقام أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة يوم الخميس.. كما سيظهر عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ومن بينهم الرئيس جيروم باول في تصريحات عامة مهمة للأسواق.

بيانات مجموعة بورصات لندن تشير حالياً إلى أن الأسواق تتوقع خفضين بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2025 مقارنة بثلاثة خفضات كانت متوقعة في بداية مايو الماضي مما يعكس تزايد الثقة في عودة الاقتصاد الأميركي إلى مسار النمو الطبيعي.

جدير بالذكر أن التوترات الجيوسياسية قد هدأت نسبياً بعد إعلان كل من الهند وباكستان عن وقف لإطلاق النار عقب أعنف مواجهات بينهما منذ سنوات وهو ما أضاف شعور الانفراج العام في الأسواق العالمية.

(رويترز).