أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية اليوم متجر ألعاب قديم في لوس أنجلوس يواجه تحديات الرسوم الجمركية

يواجه متجر «كيب توي لاند» للأطفال في لوس أنجلوس، الذي يعود تاريخه إلى نحو 80 عاماً، تحديات كبيرة تهدد استمراريته، حيث تفرض الرسوم الجمركية البالغة 145 في المئة على معظم الواردات الصينية ضغوطاً على هذا المتجر العريق، الذي يعتبر أقدم متجر ألعاب في المدينة. يُشار إلى أن حوالي 80 في المئة من الألعاب المباعة في الولايات المتحدة تُصنع في الصين، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.

ووفقاً لما ذكره دون كيبر، صاحب المتجر، فقد تلقى رسائل وطلبات من مورديه تحثهم على “ربط أحزمة الأمان” بسبب الزيادات المتوقعة في الأسعار. وفي رسائل أخرى قرأها كيبر لمراسل شبكة CNN، أعلن الموردون عن زيادة أسعار المنتجات بسبب الظروف الحالية.

تتأثر صناعة ألعاب الأطفال الأمريكية بشكل كبير نتيجة الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتعريفات الانتقامية المفروضة من قبل الصين. وقد استوردت الولايات المتحدة ألعاباً بقيمة تقارب 13.4 مليار دولار من الصين العام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية، وذلك بفضل البنية التحتية القوية لتصنيع الألعاب التي تم تطويرها هناك على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية.

بالنسبة لكيبر، الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات الصينية لتلبية احتياجات زبائنه، فإن الرسوم الجمركية تعني حتماً ارتفاع الأسعار. ويواجه صعوبة في تخزين كميات كبيرة من الألعاب بسبب تكاليف التخزين المرتفعة التي لا تستطيع شركة صغيرة مثل كيب توي لاند تحملها. كما أبلغ موردون آخرون كيبر بأنهم سيوقفون خطوط إنتاجهم التي كانت ستوفر الألعاب لمبيعات العطلات القادمة.

حلم ما بعد الحرب

تأسس محل «كيب توي لاند» عام 1945 على يد والد كيبر بعد تحريره من أسر النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. بدأ الأب بمبيعات لعبة «سلينكي» الأميركية الشهيرة، لكن حالياً تُصنع معظم المنتجات المعروضة في المتجر خارج الولايات المتحدة وبالتحديد في الصين. وقد أغلقت بعض شركات تصنيع الألعاب الأميركية مثل ماركس وإيديال أبوابها أو استحوذت عليها علامات تجارية أخرى نتيجة عدم قدرتها على المنافسة مع الإنتاج الصيني.

وفي حديثه لشبكة CNN، قال كريس بيرن، محلل ألعاب مستقل: “إن نقل البنية التحتية لصناعة الألعاب إلى الولايات المتحدة ليس مستحيلاً ولكنه يحتاج إلى خمس سنوات على الأقل”. ومن ناحية أخرى، حتى إذا تحقق هذا النقل فسيظل هناك ارتفاع ملحوظ في الأسعار بسبب تكاليف العمالة المحلية والامتثال للتكاليف التنظيمية.

رغم تغير مواقع التصنيع إلا أن نوعية الألعاب المباعة في «كيب توي لاند» لم تتغير كثيراً؛ حيث يظل المتجر ملاذاً للألعاب الكلاسيكية ولا يبيع أي منتجات تحتاج إلى الاتصال بالكهرباء. إنه مكان يمكن للأطفال فيه التجول واستكشاف مجموعة متنوعة من ألعاب الألغاز والشاحنات والدمى والتي تعتبر تجربة مفقودة اليوم بفعل هيمنة الإنترنت.

عادات متغيرة

قالت أيري شوارتز، وهي أم تزور المتجر مع طفلها الصغير كل بضعة أشهر: “إن ارتفاع أسعار الألعاب نتيجة الرسوم الجمركية سيجعلني مضطرة لتقليص مشترياتي”. بينما أعربت تشيلسي كوكا عن قلقها بشأن قدرتها على شراء المزيد من الألعاب إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير قائلة: “سأتجه نحو دفع اشتراك عضوية حديقة الحيوانات المحلية أو حديقة الأسماك أو شراء الألعاب المستعملة عبر سوق الفيس بوك”، مؤكدةً أن هذه فترة عصيبة للجميع.

يدرك كيبر تماماً الصعوبات التي قد تواجه متجره لكنه يأمل أن يستمر الزبائن بالتسوق “بذكاء” وأن يختاروا ألعابًا اقتصادية تناسب ميزانياتهم الحالية.