ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع بداية الثورة الصناعية الخامسة: هل تسبقها الحوكمة؟

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع بداية الثورة الصناعية الخامسة: هل تسبقها الحوكمة؟

في ظل تسارع الابتكار وزيادة قدرة الآلة على اتخاذ القرار، لم تعد الأسئلة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية مقتصرة على المختبرات، بل أصبحت جزءًا من الحوار القانوني والسياسي والأخلاقي. هذا ما أكّدته قمة حوكمة التقنيات الناشئة (GETS 2025) التي عُقدت لمدة يومين في جزيرة السعديات بأبوظبي، حيث جمعت أكثر من 500 مشارك من قادة الحكومات والمشرعين وخبراء التقنية من مختلف أنحاء العالم.

نظم الحدث مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة (ATRC)، بالتعاون مع النيابة العامة الاتحادية كشريك استراتيجي، بهدف وضع أسس استراتيجيات الحوكمة العالمية ومستقبل التقنيات الناشئة في قطاعات حيوية مثل العدالة الجنائية والرعاية الصحية والتمويل والصناعات الإبداعية تحت شعار “نحو حوكمة فعّالة للتقنيات الناشئة واقتصاد رقمي آمن”.

وفي نفس السياق، يُشار إلى أن القمة تناولت أيضًا أهمية تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.

الثورة الصناعية الخامسة

بينما لا يزال العالم يتلمّس نتائج “الثورة الصناعية الرابعة” التي أعادت تشكيل الاقتصاد عبر الأتمتة وإنترنت الأشياء، بدأت ملامح “الثورة الصناعية الخامسة” تفرض نفسها على أجندات الحكومات والمؤسسات التقنية. هذه الثورة ليست مجرد امتداد تكنولوجي لسابقتها، بل تمثل تحولًا جذريًا في فلسفة الابتكار، حيث تُعنى بتكامل الإنسان مع الآلة. تعتمد هذه المرحلة على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة لخدمة الإنسان بدلاً من استبداله، مما يعكس فكرة الشراكة والقيم التي تحكمها.

كما برز الفضاء السيبراني كميدان جديد للصراع السيادي، وقد حذّر رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات الدكتور محمد الكويتي من تصاعد التهديدات الرقمية مشيرًا إلى أن الجريمة لم تعد تقتصر على الاختراق فقط بل أصبحت سلاحًا يمس السيادة الوطنية.

وأكد الكويتي أن التهديدات السيبرانية تتعلق بشكل مباشر بالسيادة الوطنية وأن الحوكمة هي الأساس لتحقيق سيادة رقمية. وأوضح ضرورة وجود أنظمة استجابة قانونية مرنة وسريعة لمواكبة التهديدات في فضاء رقمي يتحرك بسرعة تفوق التشريع التقليدي.

من يحاسب الآلة؟

شدّد المستشار سالم علي الزعابي رئيس نيابة بمكتب الاتحاد النيابة العامة الإمارات ورئيس اللجنة العليا المنظمة لحوكمة التكنولوجيات الناشئة GETS على أن القلق ليس من الذكاء الاصطناعي نفسه بل ممن يبرمجه. أوضح أنه لا توجد وصفة سحرية لتفادي الانحياز الخوارزمي وأن الأمر يعتمد بشكل كبير على مطوري هذه التكنولوجيا الذين يجب عليهم إدراك أهمية الأخلاق وحقوق الإنسان عند تطوير الأكواد لضمان العدالة واحترام الحقوق.

وأشار الزعابي إلى أن الحوكمة تبدأ منذ اللحظة الأولى وعند تصميم وتطوير التكنولوجيا، مؤكدًا أهمية هذه القمة لنشر الوعي والمعرفة في هذا المجال. وشدد على ضرورة تكثيف التعاون بين جميع الأطراف المعنية لبناء الثقة اللازمة لتحقيق أهداف الحوكمة الفعّالة.

كما أفاد الزعابي بأن هذه القمة ستضع خارطة طريق وتفتح نقاشًا عالميًا حول المسؤولية المشتركة في توجيه مستقبل التكنولوجيا. ودعا كل من يكتب الأكواد ويصوغ التشريعات ويبتكر النماذج للعمل ضمن منظومة واحدة تعيد للإنسان مركزية القرار. فالآلة تتطور باستمرار ولكن إذا لم تواكبها الحوكمة المناسبة فقد تتحول التكنولوجيا إلى خطر بيدين غير مدربتين.

قد يهمك أيضاً :-