ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وتأثير رسوم ترامب على شركات الطيران الاقتصادي الأميركية

تأثرت شركات الطيران الأميركية بشكل ملحوظ بسبب تراجع الطلب على السفر، وذلك نتيجة السياسات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث كانت شركات الطيران الاقتصادي هي الأكثر تضرراً من هذا التراجع. في الربع الأول من العام، شهدت شركات مثل ساوث ويست وفرونتير وجيت بلو انخفاضات حادة في هوامش التشغيل، بينما حافظت هوامش شركات الطيران الكبرى مثل دلتا ويونايتد إيرلاينز على استقرارها رغم انخفاض طلب المستهلكين عليها.
مع تزايد احتمالات تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، يتوقع أن تتسع الفجوة بين الهوامش التشغيلية لشركات الطيران الاقتصادي ونظيراتها ذات الخدمة الكاملة. يُشار إلى أن هذا التحول قد يمثل تغيراً عن فترات الركود السابقة التي برزت فيها شركات الطيران منخفضة التكلفة بقيادة ساوث ويست كالأكثر قوة في السوق.
وفي نفس السياق، يرى المحللون أن الطلب المتزايد على السفر المميز والاهتمام المتزايد ببرامج ولاء العملاء قد منح شركات الطيران ذات الخدمة الكاملة ميزة تنافسية واضحة. بينما تكافح شركات الطيران الاقتصادي لاستعادة ربحيتها المستدامة بعد تأثيرات الجائحة، تعكس جداول الرحلات الداخلية للربع الحالي تغييرات كبيرة في المشهد القطاعي.
حيث قامت شركات الطيران الاقتصادي بتقليص سعتها أو المقاعد المتاحة بهدف حماية هوامش الربح لديها، بينما أضافت يونايتد ودلتا رحلات جديدة وبدأتا بقبول الحجوزات بأسعار أقل لجذب مزيد من العملاء. يقول المحللون إن الشركات الكبرى تعمل وفق استراتيجية مزدوجة تهدف إلى منع فقدان العملاء بسبب نقص المقاعد واستقطاب عملاء منافسيها.
قال جيمي بيكر، المحلل في جي بي مورغان: “كما كانت ساوث ويست تخرج أقوى خلال فترات الركود السابقة، نعتقد أن دور يونايتد ودلتا قد حان هذه المرة”. وقد شهد الطلب على السفر الفاخر ازدهاراً كبيراً حيث استثمرت دلتا ويونايتد وألاسكا إيرلاينز بشكل كبير للاستفادة من هذا الاتجاه الجديد.
تشير الإحصائيات إلى أن إيرادات السفر المميز تمثل 41 بالمئة من إيرادات ركاب دلتا، ارتفاعًا من 35 بالمئة في عام 2019. ومع زيادة الإيرادات الناتجة عن مسافري الترفيه المتميزين، انخفض اعتماد الشركات على حركة سفر الأعمال التقليدية.
في تصريح سابق لشركة يونايتد، أفادت بأن حصة سفر الشركات في إيرادات ركابها تقل بكثير عن مستويات ما قبل الجائحة. وقال شين تاكيت، المدير المالي لشركة ألاسكا: “إن التحول نحو السفر المميز سيكون مستدامًا”.
تحاول شركات الطيران الاقتصادي الاستفادة من سوق السفر الفاخر إلا أن استثماراتها وعروضها لا تزال أقل مقارنةً بمنافسيها من الشركات الكبرى. تعتمد تلك الشركات بشكل أساسي على عملاء الترفيه الذين يبحثون عن الأسعار المنخفضة وتخدم السوق المحلية الأميركية فقط.
ومع ذلك فإن إنفاق المستهلكين يشهد ضعفاً بين الأسر ذات الدخل المنخفض مما يجعل السوق الأميركية حالياً واحدة من الأضعف في مجال السفر. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها شركات الطيران الاقتصادية محلياً، فإن يونايتد ودلتا يعتمدون على الطلب القوي للرحلات الدولية طويلة المدى لحماية هوامش ربحهم.
يقول مسؤولو القطاع إن نقص طائرات عريضة البدن قد يدعم أسعار التذاكر المرتفعة. وقد توقعت يونايتد نمواً في إيراداتها للربع الثاني لكل ميل مقعد متاح وهو مؤشر قوي على قوة التسعير عبر جميع الأسواق الدولية.
أيضًا تساعد الشبكة الدولية الواسعة والعروض المميزة تلك الشركات العريقة في جذب المزيد من المسافرين ذوي القيمة العالية إلى برامج بطاقات الائتمان الولاء الخاصة بها والتي تُدرّ مليارات الدولارات كإيرادات فصلية. كلما زاد إنفاق العملاء زادت الأميال التي يكسبونها وزادت الأموال التي تدفعها البنوك المُصدرة لبطاقات الائتمان لشركات الطيران؛ إذ بلغت مكافآت دلتا من أميركان إكسبريس خلال الربع المنتهي في مارس ما يقرب من خُمس إيرادات ركاب الشركة.
معاناة الأرباح في شركات الطيران الاقتصادي
خلال فترات الركود الاقتصادي السابقة عامي 2001 و2008 كان ولاء عملاء شركة ساوث ويست لعلامتها التجارية سببًا رئيسيًا لتحقيق الأرباح وسط تحديات القطاع الأوسع لكنها الآن تعاني بشدة بسبب ضعف الأرباح الحالية. كما أدت زيادة نفقات التشغيل إلى ضغوط متزايدة لإيجاد مصادر دخل جديدة مما أجبر الشركة على التخلي عن بعض سياساتها الفريدة التي تُراعي راحة المسافرين.
صرح بن توماس الذي يعمل كمسؤول تنفيذي تسويقي ومقيم بدالاس بأنه يفكر جدياً بالتخلي عن ساوث ويست والسفر مع الخطوط الجوية الأميركية بعد قرار الشركة بإلغاء سياسة عدم فرض رسوم على الأمتعة مما جعله يشعر بأن تكلفة السفر ستزداد كثيراً.
في المقابل أكدت شركة ساوث ويست أنها لم ترَ أي دليل حتى الآن يدل على تغيير وجهة نظر العملاء تجاه الشركات المنافسة عقب التغييرات الأخيرة في سياساتها. وفي حين تعاني باقي شركات الطيران الاقتصادية أيضًا فإن شركة سبيريت خرجت مؤخرًا من الإفلاس فيما سجلت فرونتير هامش ربح تشغيلي إيجابي مرة واحدة فقط خلال السنوات الخمس الماضية.
لكن باري بيفل الرئيس التنفيذي لشركة فرونتير سخر من فكرة تفوق شركات الطيران ذات الخدمات الكاملة على نظيراتها منخفضة التكلفة حيث عزى مشكلات تلك الأخيرة بعد الجائحة إلى فائض المعروض من المقاعد الداخلية وأكد أن الركود سيؤثر سلبًا أيضاً على سفر الشركات وسيجبر العملاء لتقليل رحلاتهم وهو الأمر الذي سيلحق الضرر بالشركات الكبرى ويساعد شركات الطيران منخفضة التكلفة بحسب قوله: “إنها ليست قصة نموذج عمل بل هي تركيز جغرافي”.
قد يهمك أيضاً :-
- ارتفاع مفاجئ في أسعار الذهب بالأسواق العالمية وول ستريت تشهد انتعاشًا بعد الاتفاق التجاري بين أميركا وبريطانيا
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وتأثير الرسوم الجمركية على واردات الحاويات الأميركية القياسية في مايو
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم بعد أول اتفاق بشأن الرسوم، وخبير اقتصادي يكشف عن زيادة بيتكوين بنسبة 5% وانخفاض الذهب بنسبة 2%
- أسعار الذهب ترتفع في الأسواق العالمية اليوم مع تطوير أبل لرقائق جديدة للنظارات الذكية وخوادم الذكاء الاصطناعي
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم و«غوغل» تعتمد على «غيميني إيه آي» للكشف عن المواقع الاحتيالية
تعليقات