
توجهت الآمال نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وكندا، وهي الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة، أو حتى تقليل التوترات بين زعيمي البلدين دونالد ترامب ومارك كارني. غير أن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً، حيث اختلف الطرفان بشكل جذري بسبب محاولة ترامب جعل كندا الولاية الـ51، وهو ما قوبل برفض قاطع من كارني الذي أكد لشعبه خلال حلف اليمين أنه لن يتهاون في الحفاظ على استقلالية بلاده.
في هذا السياق، صرح كارني قائلاً: «إنها ليست للبيع، ولن تكون للبيع أبداً»، ليأتي رد ترامب: «لا تقل أبداً، لا تقل أبداً». وعندما أصر الرئيس الأمريكي على أن الكنديين قد يرغبون يوماً ما في الانضمام إلى الولايات المتحدة، قام كارني برفع يده رافضاً بشدة هذا الادعاء.
وأكد كارني «مع الاحترام، لن تتغير وجهة نظر الكنديين بشأن هذا الأمر».
هل يرفع ترامب الرسوم عن كندا؟
بالنظر إلى التعريفات الجمركية، وقبل لقاء الرئيسين، خفف كارني من توقعاته بشأن تحقيق تقدم في المحادثات مع ترامب. وعندما سُئل ترامب عما إذا كان بإمكان كارني إقناعه برفع الرسوم الجمركية، أجاب بـ«لا». ويذكر أن ترامب فرض تعريفات تصل إلى 25 بالمئة على كندا بالإضافة إلى رسوم على السيارات والألومنيوم المستوردة لأمريكا.
خلال فعالية في البيت الأبيض بحضور كارني الذي كان يجلس بالقرب منه، قال ترامب للصحفيين: «لدينا عجز هائل مع كندا». وبحسب مكتب الممثل التجاري الأمريكي، بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع كندا 63.3 مليار دولار العام الماضي.
وأضاف ترامب: «لا نريد سيارات من كندا ونفرض رسوماً جمركية عليها. وفي مرحلة ما لن يكون من المنطقي اقتصادياً أن تصنع كندا تلك السيارات». وأوضح أنه لا يريد الصلب أو الألومنيوم الكندي لأنهم يفضلون إنتاج هذه المواد محلياً.
كندا تُعتبر الشريك التجاري الثاني الأكبر للولايات المتحدة بعد المكسيك وأكبر سوق لتصدير السلع الأمريكية حيث تجاوزت قيمة السلع المتدفقة بين البلدين 760 مليار دولار العام الماضي. قبل الاجتماع مباشرةً، أفادت وزارة التجارة الأمريكية بأن فائض تجارة السلع مع الولايات المتحدة قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر في مارس الماضي عندما بدأت الرسوم الجمركية المرتفعة على واردات الصلب والألومنيوم تأخذ مفعولها مما أدى لانخفاض الصادرات الكندية بمقدار 3.7 مليار دولار وهو ثاني أكبر انخفاض تاريخي.
دعم كندا ليس في خطط ترامب
أكد دونالد ترامب ضرورة توقف الولايات المتحدة عن تقديم الدعم لكندا مشيراً إلى أنه يصعب تبرير دعم يصل إلى 200 مليار دولار سنوياً. وأضاف: «نحن نحمي كندا عسكرياً وسنفعل ذلك دائماً».
المبلغ المذكور والذي يستشهد به كثيراً هو مقدار ما تستفيد به كندا من الإنفاق الدفاعي الأمريكي وفقًا لما صرح به أحد أعضاء فريق ترامب الانتقالي لشبكة CNN في يناير قبل توليه منصبه مجددًا.
موقف الرئيسين من اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا
تجنب كارني اقتراح أي تعديلات جذرية على اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا مكتفياً بالقول إن بعض جوانب الاتفاق بحاجة لتغيير بينما وصفها ترامب بأنها جيدة وممتازة للجميع. وقدّر البيت الأبيض سابقًا أن حوالي 38 بالمئة من الواردات الكندية ونحو نصف الواردات المكسيكية مشمولة بالاتفاق الحالي ولا تخضع حالياً لأي رسوم جمركية شاملة.
الجزء الأكبر من واردات كندا غير المشمولة بالإعفاء هي منتجات الطاقة التي تخضع حالياً لرسوم أقل بنسبة 10 بالمئة ومن المقرر مراجعة الاتفاق العام المقبل.
كارني ليس زيلينسكي الثاني
أشار ترامب خلال اللقاء إلى خلافه السابق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤكداً أنه يختلف تماماً عن الوضع الحالي مع كارني. وذكر: «لقد كان لدينا انفجار صغير آخر مع شخص آخر»، مضيفًا أن حديثه مع كارني كان ودياً للغاية مقارنةً بتلك الحادثة السابقة.
كارني الذي تولى منصبه كرئيس وزراء خلفًا لجاستن ترودو في مارس قد نجح في إقناع الناخبين بأن خبرته الاقتصادية تجعله المرشح المثالي لمواجهة تحديات مثل تلك التي يمثلها ترامب. ومع ذلك فإن التعامل المباشر مع رئيس أمريكي يتسم بالمواجهة يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له كما تقول جينيفيف تيليير عالمة السياسة بجامعة أوتاوا التي أكدت أن هذه اللحظة تمثل أهمية كبيرة لكارني لأنه أكد خلال حملته الانتخابية قدرته على مواجهة الرئيس الأمريكي.
من الجدير بالذكر أن إحدى نقاط القوة لدى كارني هي أنه ليس ترودو الذي اشتهر بكره ترامب وتقليله من شأنه باعتباره حاكماً لكندا. وفي نهاية المحادثات وصف كارني مقابلته مع ترامب بأنها كانت بناءً للغاية مما يعكس رغبة الجانبين في تحسين العلاقات رغم التحديات القائمة.
قد يهمك أيضاً :-
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم وسط صعود وول ستريت وترقب اتفاق التجارة بين أميركا وبريطانيا
- أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا في الأسواق العالمية اليوم، وسينومي سنترز تعلن عن شراكة استراتيجية مع يونيباي رودامكو ويستفيلد
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع زيادة صادرات أبوظبي غير النفطية بنسبة 86.4% خلال خمس سنوات
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع تبرع بيل غيتس بـ200 مليار دولار بحلول عام 2045
- ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم مع استمرار البنوك المركزية الأوروبية في تخفيف الإجراءات النقدية
تعليقات