تراجع مساعدات أمريكا يعرقل جهود تطعيم الأطفال ويعيد ظهور الحصبة والتهاب السحايا

أفادت الأمم المتحدة أن تقليص التمويل الأمريكي للمساعدات العالمية يعوق جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة بشكل مشابه لتأثير جائحة كورونا.

ارتفعت حالات تفشي الأمراض المعدية، مثل الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء، عالميًا. في حين تأثرت بشكل كبير عمليات التطعيم الطارئة والروتينية في حوالي نصف الدول بحلول أوائل أبريل بسبب تخفيضات التمويل، وفقًا لتقارير من مكتب منظمة الصحة العالمية في 108 دولة، معظمها من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وأشارت منظمة الصحة العالمية واليونيسف في بيان مشترك مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) إلى أن تقليص التمويل أدى أيضًا إلى نقص إمدادات اللقاحات وإضعاف رصد الأمراض.

وذكرت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن النكسات تشبه تلك التي شهدناها أثناء جائحة كورونا، مؤكدة أن هذه الأمراض يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات.

وأوضح البيان المشترك أن جائحة كورونا تسببت في أكبر تراجع في تطعيم الأطفال منذ جيل، وأن خفض الولايات المتحدة لتمويل المساعدات، حيث كانت أكبر مانح، يهدد بنفس التأثير.

وطالبت الجهات بالحفاظ على تمويل تطعيم الأطفال قبل جولة تمويل جافي المرتقبة في يونيو، حيث تسعى المجموعة لجمع 9 مليارات دولار للتمويل في الفترة من 2026 إلى 2030.

وذكرت سانيا نيشتار، الرئيسة التنفيذية لجافي، أنه يمكن مكافحة ارتفاع معدلات الأمراض المعدية بشرط التمويل الكامل للمنظمة.

وأكدت الوكالات أن حالات الحصبة ارتفعت سنويًا منذ عام 2021، بينما زادت حالات التهاب السحايا في أفريقيا العام الماضي وارتفعت أيضًا حالات الحمى الصفراء بعد انخفاضها في العقد الماضي.

وكشفت وثيقة حكومية أمريكية الشهر الماضي أن الحكومة ستواصل تخفيضاتها لليونيسف ومنظمة الصحة العالمية كجزء من خطط لإعادة تنظيم المساعدات الخارجية حسب سياسة “أمريكا أولاً”، بما في ذلك إلغاء مساهمتها السنوية البالغة حوالي 300 مليون دولار في جافي.

وفي الأسبوع الماضي، رشحت وزارة الخارجية الأمريكية مارك لويد، مساعد المدير العام للصحة العالمية، لعضوية مجلس إدارة جافي المكون من 28 عضوًا، وكان مقعد الولايات المتحدة شاغرًا سابقًا. ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية ولا جافي على إمكانية تأثير هذا على التمويل الأمريكي.