الدكتورة داليا عبد الله، الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أوضحت أن النقرس (Gout)، المعروف أيضًا بداء الملوك، هو أحد أنواع التهاب المفاصل الذي ينجم عن زيادة حمض اليوريك (Uric acid) في الدم وتراكمه في السائل المفصلي. هذا يؤدي إلى ترسيب أملاح يورات الصوديوم في المفاصل والأنسجة المجاورة، مما يسبب التهابات وآلامًا حادة، خاصة في مفصل إصبع القدم الكبير. كما قد يرافقه احمرار يجعل من الصعب على المريض تحريك أو لمس المفصل. النسبة العالية من حمض اليوريك في الدم يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وتزيد من احتمالية تكون حصوات الكلى.
وأضافت عبد الله أن الوراثة لها دور في الإصابة بالنقرس، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بكثرة، لهذا السبب يُعرف النقرس بداء الملوك بسبب تناولهم اللحوم الحمراء بكثرة.
نوبات النقرس تتميز بكونها قد تصبح حادة في بعض الأوقات وتهدأ في أوقات أخرى، وقد تدوم النوبة لمدة أسبوع أو أكثر قبل أن تزول.
الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء، حتى عندما تصل النساء إلى سن اليأس، حيث تتقارب معدلات الإصابة بين الجنسين.
مراحل النقرس:
المرحلة الأولى: ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم ولكن دون أعراض واضحة.
المرحلة الثانية: بداية ظهور نوبات النقرس مع تورم في المفاصل.
المرحلة الثالثة: نوبات شديدة من الألم تتناوب مع فترات هدوء.
المرحلة الرابعة: تراكم بلورات اليورات في الجلد والمفاصل، مما يسبب تلفًا دائمًا فيها.
أسباب النقرس:
يرتبط النقرس بشكل رئيسي بارتفاع حمض اليوريك في الدم، المعروف بفرط اليورات. وهناك عوامل خطورة مثل بعض الحالات الطبية، استخدام مدرات البول لفترات طويلة، الوراثة، الجفاف، وكذلك النظام الغذائي الغني بالبيورين مثل تناول اللحوم الحمراء والكحول.
التسمم بالرصاص وزيادة الوزن أيضًا يزيدان من خطر الإصابة، كما أن الجراحات أو الإصابات قد تفعّل نوبات النقرس. الأنظمة الغذائية التي تحتوي على مستويات عالية من البروتينات تزيد من مخاطر الإصابة بالنقرس.
مضاعفات النقرس:
النقرس بحد ذاته غير خطير عند الالتزام بعلاج الطبيب والحمية الغذائية. مع ذلك، تجاهل العلاج قد يسبب مضاعفات مثل حصى الكلى والفشل الكلوي والتهاب المفاصل بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك.
تحليل النقرس:
يتم قياس حمض اليوريك في الدم أو البول، وقد يستدعي الطبيب الصيام قبل الاختبار في بعض الحالات. ارتفاع مستويات حمض اليوريك لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس، إذ يمكن أن يكون نتيجة نظام غذائي غني بالبيورينات.
علاج النقرس:
تغييرات في النظام الغذائي والعادات اليومية يمكن أن تخفف من حدة النوبات وتمنع حدوثها، تشمل الإبقاء على نظام غذائي صحي، شرب كمية كافية من السوائل، وممارسة الرياضة بانتظام.
أطعمة يجب على مريض النقرس تجنبها:
تجنب اللحوم الحمراء، بعض الأسماك، الخضروات مثل السبانخ، البقول، بعض الفواكه، الأطعمة الغنية بالحديد، والكحول.
أطعمة مسموح بها لمريض النقرس:
يمكن تناول كميات معتدلة من صدر الدجاج أو الأرانب، الخضراوات والفواكه غير الممنوعة، والنشويات باعتدال. يُفضّل تناول الألبان القليلة الملح والماء بكثرة لتفادي ترسيب الأملاح.
تعليقات